توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رشاوى الانتخابات

  مصر اليوم -

رشاوى الانتخابات

فاروق جويدة

أسوأ ما ترك لنا العهد البائد هو منظومة فساد تأصلت وامتدت فى عشرات السنين حتى وصلت للنخاع..فى الانتخابات البرلمانية السابقة كان التزوير هو السمة الغالبة على لجان الانتخابات..وفى البرلمان الحالى كانت السمة الغالبة هى الرشاوى ولا شك أن الرشوة لم تعد من الأخطاء الجسيمة فى حياة المصريين ابتداء بالتعيين فى الوظائف وانتهاء بالمناقصات مرورا على الأعمال الصغيرة فى المكاتب والخدمات..فى الانتخابات الأخيرة تحدث الكثيرون عن شكاير الفلوس التى كانت توزع أمام اللجان حتى وصلت إلى ألف جنيه للصوت الواحد..وإذا كان العامل الصغير الغلبان يقبل على نفسه الرشوة حتى يذهب للأولاد بدجاجة أو كيلو لحم فماذا يقول عضو البرلمان الراشى وهو يدخل قاعة البرلمان ليتحدث باسم الشعب ويناقش هموم المواطنين وهو يعلم انه وضع بذورا للفساد قبل ان يدخل البرلمان..كيف يقف هذا العضو المحترم ليناقش وزيرا أو يستجوب مسئولا وهو يعلم انه جاء على باطل وضلل الشعب واشترى الأصوات وقبل هذا كله باع ضميره..لا تلوموا الرئيس عبد الفتاح السيسى بسبب مواكب الرشوة التى سيطرت على الانتخابات فهل كان مطلوبا من الرجل ان يعين حارسا على كل مواطن..وماذا سيفعل فى شهور قليلة مع منظومة فساد تشكلت من نفوس فاسدة وضمائر ميتة..ماذا سيفعل أمام مجتمع تهاوت فيه كل القيم والأخلاق وتم تجريفه من كل شىء..ان أفواج الفائزين بالرشاوى التى ستتدفق فى البرلمان الجديد تدرك حجم جرائمها ان من هؤلاء بقايا العهد البائد وهذه الرشاوى حصيلة مال حرام تكدس بالباطل من نهب الأراضى وبيع أصول الدولة وأعمال السمسرة والعمولات وكلها وسائل غير مشروعة استباحت مال هذا الشعب..نحن مازلنا نعيش فى تراث الماضى البغيض وهذا التراث لن يتغير بين يوم وليلة سوف يحتاج زمنا طويلا حتى نتخلص منه..ماذا يفعل اى نظام جديد أمام منظومة فساد طالت كل شىء..ما حدث فى رشاوى الانتخابات يؤكد ان أمامنا مشوارا طويلا حتى نصل إلى شىء يسمى الديمقراطية..نحتاج نهجا سليما ونحتاج قيما حقيقية ونحتاج مسئولين على مستوى المسئولية ونحتاج ان نتخلص فعلا من بقايا هذا الماضى القبيح وقبل هذا كله نحتاج صحوة للضمائر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رشاوى الانتخابات رشاوى الانتخابات



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon