توقيت القاهرة المحلي 22:37:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سقوط مملكة القطن

  مصر اليوم -

سقوط مملكة القطن

فاروق جويدة

 

لا ادرى لماذا تأمرت حكومات مصر المتعاقبة على القطن المصرى حتى سقط من عرشه رغم انه كان يتمتع بسمعة ومكانة دولية لا تقل عن سمعة نهر النيل والفراعنة .. كان القطن المصرى يحمل ارقى انواع الاقمشة فى العالم وكنت تشترى المنسوجات من أى دولة أوروبية وعليها اسم القطن المصرى وكانت المنسوجات المصرية من ارقى المنسوجات فى العالم.
وفى الداخل ارتبط محصول القطن بأجمل الذكريات فى حياة الفلاح المصرى من عائد القطن كان زواج الأبناء وسداد الديون وتوفير احتياجات العام من بقية السلع .. كان الفلاح المصرى يحتفل كل عام بموسم جنى القطن ويتنافس الفلاحون لإنتاج اكثر وجودة افضل وحين دخل الكانتلوب الارضى المصرية اكتسح الاسواق وقيل يومها إن زراعة الفراولة والخيار افضل من زراعة القطن واستولت الفراولة على مساحات رهيبة من الاراضى وبدأ القطن رحلة التراجع إنتاجا وتصديراً.. ودخلت على مصر انواع غريبة من القطن الملون وبدأت الحكومة تتراجع فى المساحات المخصصة للقطن ثم فتحت باب الاتجار فيه للقطاع الخاص ثم امتنعت عن تسلم المحصول من الفلاحين الذين جلسوا يشاهدون اكياس القطن ملقاة أمام البيوت فى مشهد جنائزى لا احد يشتريها وفى الوقت الذى امتنعت فيه الحكومة عن شراء القطن بدأت مافيا الاستيراد تستورد القطن من الخارج تحت دعوى ان أسعاره اقل وأن المصانع الجديدة فى مصر تحتاج إلى الأنواع الرخيصة والرديئة من الأقطان .. وسقط تاج القطن المصرى عن عرشه وبدأ التجار يستوردون القطن الاسرائيلى والهندى واغلقت عشرات المصانع ابوابها امام القطن المصرى .. وكانت الكارثة أن زراعة الفراولة والكانتلوب فشلت ووجدنا انفسنا نقع فريسة لمافيا الاستيراد .. نستورد القطن والقمح والثوم والبصل وفى الاسواق يوجد الآن الثوم الصينى رغم ان مقابر الفراعنة مازالت عليها حتى الآن بقايا من البصل والثوم .. الخلاصة أننا ضحينا بالقطن من اجل سلع أخرى وخسرنا الاثنين معا .. فلا نحن حافظنا على القطن تاج الزراعة المصرية ولا نحن نجحنا فى زراعة الفراولة ولله فى خلقه شئون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط مملكة القطن سقوط مملكة القطن



GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

سوريا.. التاريخ والسياسة

GMT 15:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الفائزون فى 3 مباريات

GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon