فاروق جويدة
قد تتبدل الأشياء والظروف والبشر وتطفو على سطح النهر الجميل الصافى كثير من الشوائب ولكن النهر يبقى شامخا مندفعا ويلقى بعيداً كل ما لحق به من الشوائب.
ولهذا كان حصول الفنانة القديرة سميحة ايوب سيدة المسرح العربى وزعيمته بلا منازع على جائزة النيل اكبر جوائز مصر الثقافية تتويجا لمشوار طويل من العطاء الفنى والإخلاص للرسالة السامية للإبداع الجميل..
كان يكفى في المجلس الأعلى للثقافة ان يقال اسم سميحة ايوب لتحصل على الجائزة من أول تصويت وقد منحها جمهورها مئات الجوائز التى تجسدت في الحب والتقدير كان من حسن حظى ان كانت سميحة ايوب بطلة لثلاث مسرحيات لى هى الوزير العاشق مع العملاق عبدالله غيث وإخراج فهمى الخولى ودماء على ستار الكعبة مع القدير يوسف شعبان وإخراج هانى مطاوع والخديوى مع المبدع الجميل محمود ياسين ومن إخراج الكبير جلال الشرقاوى..اعترف ان مشاركة سميحة ايوب مع هذه النخبة من المبدعين الكبار كان تتويجا للمسرح الشعرى وهو يعيش محنة قاسية بعد رحيل رواده الكبار..مازلت اذكر حضورها الطاغى على المسرح وكنت أحيانا أقف بعيدا عن صالة العرض لاسمع كلماتى على لسان سميحة أيوب وكأنها تغنى ولا تقرأ شعراً ان اهم المحطات في مشوار سميحة أيوب انها أخلصت للقيمة والمسئولية وحافظت على تاريخها رغم الإغراءات الشديدة على موائد الفضائيات والمسلسلات وسوق السطحية..كانت تدرك انها صاحبة دور فكرى ووجدانى ولهذا لم تتخل ابداً عن قناعاتها في ان للفن رسالة ولهذا احتفظت دائما بحب واحترام وتقدير الجماهير في الوطن العربى كله..وسميحة ايوب مائة رجل اجتمعوا في شخصية امرأة انها تحترم كلمتها وتقدر كل شئ بصورة دقيقة واعية وهى تحس بالفن الجميل على بعد كيلومترات وقبل هذا كله هى ميزان دقيق وحساس في إدراك قيمة الموهبة والإبداع الحقيقى في مشوارها الطويل قدمت مئات المسرحيات شعراً ونثراً ووضعت اسمها مضيئا بجانب عشرات المبدعين الكبار مصريين وأجانب وكانت تشعر وهى على خشبة المسرح انها راهبة أو قديسة في موكب للصلاة..ان الإخلاص للفن هو اكبر قيمة يحافظ عليها الفنان .