فاروق جويدة
عاد عمرو أديب إلى برنامجه الأشهر القاهرة اليوم على قناة أوربيت بعد غيبة طالت .. شاهدت له فقرات كثيرة ولكننى توقفت عند مجموعة الشباب الذين خرجوا من السجون مع عيد الأضحى المبارك فى قرار عفو رئاسى أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسى وشمل 100 متهم ..
لابد ان اعترف بأننى وجدت نفسى أمام مجموعة فريدة ومميزة من الشباب كانوا على مستوى الحوار والمسئولية وعلى درجة من الوعى السياسى والفكرى وهنا تساءلت كيف دخل هؤلاء السجون ومن الذى دفع بهم إلى هذا المصير المظلم وماذا فعلوا ليجدوا أنفسهم أمام هذه النهاية ..
تساءلت أيضا عن القوى السياسة المصرية من الأحزاب والنخبة والمثقفين واين كانوا من هؤلاء الشباب ..
ورغم ان فترة الحوار كانت قصيرة الا أنهم تحدثوا عن قضايا الشباب وما هى أسباب الأزمة بين شباب الثورة والسلطة وما هى اقرب الطرق لكى تستعيد السلطة تواصلها مع شبابها وماذا يحدث فى السجون مع زملاء لهم مازالوا وراء القضبان .. ما هو مستقبل الشباب فى ظل هذا كله وكان السؤال الأهم هل هناك ميدان تحرير آخر ..
كانت إجابات الشباب قاطعة وصادمة ان الأسباب لم تتغير وان التاريخ يمكن ان يعيد نفسه وان عمليات الاعتقال والقمع العشوائى تفسد كل شىء .. تحدث الشباب بصراحة ووضوح وظهرت فى ملامحهم وكلماتهم مشاعر كثيرة من العتاب والخوف من المستقبل خاصة ان فيهم من فصل من عمله بسبب السجن وهناك من لديه أسرة وأبناء ولا يعلم ما هو مستقبلهم ..
وكانت أصعب الكلمات ان الخوف يحاصرهم حتى بعد ان خرجوا من السجون .. مازلت اعتقد ان قضية الشباب فى مصر لم توضع حتى الآن على مسارها الصحيح وان المطلوب حوار حقيقى مع مستقبل مصر فقد نبنى آلاف المصانع والعمارات والطرق والمنشآت ونخسر المستقبل كله لأننا لا بد ان نبدأ بالإنسان ..
مجموعة الشباب الذين شاهدتهم مع عمرو أديب حالة خاصة جداً تستحق المتابعة والتواصل والحوار لانهم ليس كما يقال شباب طائش إنهم بكل أمانة شباب واعد