توقيت القاهرة المحلي 11:33:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شجرة اسمها النسيان

  مصر اليوم -

شجرة اسمها النسيان

فاروق جويدة

قالت : اخترت واحدة من اجمل الأشجار فى الدنيا وغرستها فى حديقة ايامى.. كنت اعلم انها تنجب اجمل انواع الزهور وان لها رائحة زكية ونادرة ..
 كانت اوراقها الخضراء تسطر كل يوم اعذب الذكريات فى عمرى وبدأت تكبر مع الأيام وانا لا ابخل عليها بشىء..منحتها كل الذى عندى..احتضنت ضعفها فى ليالى الصقيع وواجهت وحشتها فى زمن الافتقاد..وعلمتها كيف تغير لونها الجميل امام اشعة الشمس الذهبية كل صباح..ولكن الأشياء تغيرت بعد فترة امتد عودها وتشعبت فروعها ووجدت الشجرة الصغيرة الناعمة تمد اظافرها وتكبر امامى اشواكها وبعد رحلة عناء طويلة اكتشفت ان شجرتى الجميلة ما هى إلا نوع من الصبار الردىء فلا هى انجبت زهرا ولا هى منحتنى عطرا ولم يبق لى منها غير الأشواك..
قلت : لا يعيب الإنسان ان يخطئ ولكن العيب ألا يتعلم من اخطائه .. وانت منذ البداية كنت طيبة النوايا واحتضنت شجرتك الصغيرة وكبرت امامك وامتدت فروعها ولم يكن فى حساباتك يوما ان تكون نوعا من الصبار .. رغم ان فى الصبار انواع نادرة وجميلة لكن يبدو ان شجرتك كانت من أسوأ الأنواع كما تقولين .. ولا ينبغى ان يكون لديك شعور بالأسى على شجرتك الصغيرة ولا ادرى هل هى من البداية كانت شجرة صبار ام ان الظروف والأشياء المحيطة بها قد غيرتها وبدلت الزهور اشواكا .. فى تقديرى انها كانت صبارا وان الخطيئة كانت منك وفى مثل هذه الحالات لا أجد حلا غير اقتلاع الشجرة من جذورها وهذا يحتاج لبعض الوقت حتى لا تنزف وتغرق الحديقة بالدماء.. إن اقتلاع الأشياء من اعماقنا يحتاج شيئا من الإرادة والقوة والقدرة على النسيان..اعرف انك حزينة ليس بسبب الحب ولكن بسبب الخديعة ان شجرتك لم تكن امينة وصادقة حين تسللت الى حديقة ايامك واوهمتك انها تمنح الزهور ثم اكتشفت ألا شىء عندها غير الأشواك.. إن النسيان هو الشئ الوحيد القادر على اقتلاع شجرة الأحزان..ولتتركى المكان خاليا سوف تنبت فيه شجرة جديدة بلا اشواك..علينا ان ننتظر مواسم الربيع حتى وإن تأخرت.
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجرة اسمها النسيان شجرة اسمها النسيان



GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 08:05 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترمب وماسك... مشعلا الحرائق

GMT 08:04 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

إيران: مواءمة قطع الأحجية الخاطئة الراهنة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon