توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمر الشريف والفن الجميل

  مصر اليوم -

عمر الشريف والفن الجميل

فاروق جويدة

لا احد يستطيع ان يحكى لنا الليلة الأخيرة فى حياة عمر الشريف وماذا دار فى خياله وهو يطوى صفحات عمره ما بين أضواء السينما العالمية والأسفار والرحلات والأمجاد وها هو يرحل عن عالمنا فى غرفة صغيرة فى أحد المستشفيات فى حلوان..مسافة كبيرة جدا وسنوات من العمر رحلت ما بين أضواء هوليوود وليالى باريس وشقته الشهيرة التى عاش فيها سنوات فى أشهر وأغلى الشوارع فى مدينة الجن والملائكة كما كان يسميها عميد الأدب العربى د.طه حسين . بعد كل هذا الصخب وملايين الوجوه وآلاف الكاميرات والحسناوات من كل جنس ولون هاهو الفارس ينام فى غرفة صغيرة بلا أصدقاء وبلا أهل وبلا نجوم..هاهى الرحلة الطويلة تنتهى بالفارس فى مكان بعيد عن كل النجاحات التى عاشها والبشر الذين التفوا حوله .. انه لا يذكر الآن شيئا من ذلك كله لقد اغلق الكتاب وطوى صفحاته ولم يعد يذكر الأمجاد التى عاشها والأحلام التى وصل إليها انه الآن يواجه الموت وحده وكما نجىء الحياة وحدنا نمضى منها كما جئنا لا احد يصافحه وهو ينسحب فى هدوء ولا شىء يودعه فلا هو أمام بيت عاش فيه ربما تذكر جدرانه وصوره شيئا عن حياته..لقد رحل كل الأحباب من مات ومن سافر ومن اختفى فى ظروف غامضة وبقى وحيدا فى حجرة صغيرة..هناك أشخاص آخرون عبروا فى هذه الحجرة لا يعرف احد منهم والغرفة نفسها لا تذكر من عاشوا او ماتوا فيها ان الفنادق والمستشفيات ودور المسنين لا تذكر الوجوه التى مرت عليها يوما..من أصعب الأشياء ان تجد نفسك وحيدا من كل شىء حتى ذكرياتك التى عشتها والأماكن التى عرفتها لا شىء من هذا الآن لقد هربت الذكريات واختفت الأماكن وسافرت كل الوجوه..فى الحجرة الصغيرة ربما تحدث عمر الشريف مع نفسه فلا شىء غيرها حاول أن يسترجع بعض ذكرياته ولكن حتى الذاكرة خانته..أغمض عينيه فى هدوء ورحل وقد نسى كل شىء..وبقى عشاق فنه ومحبوه يذكرون كل شىء لأن الفن الجميل لا يموت

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمر الشريف والفن الجميل عمر الشريف والفن الجميل



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon