توقيت القاهرة المحلي 09:07:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمر الشريف ورحلة الخريف

  مصر اليوم -

عمر الشريف ورحلة الخريف

فاروق جويدة

كان عمر الشريف يجلس وحيدا أمام مياه البحر الزرقاء في احد المنتجعات بينما صور الماضى البعيد تطل أمامه من بعيد..أسقطت الأيام شواهدها وانسحبت الذاكرة من النجم الكبير
 وجلس يحدق في كل شىء حوله كأنه يجهل كل هذه الأشياء وكأنه يراها لأول مرة..هذا هو عمر الشريف لورانس وزيفاجو والبريدج والليالى الساحرة في كل عواصم الدنيا..هذا هو العاشق للحياة يجلس الآن وحيداً على شاطئ صغير من شواطئها وهو يسأل نفسه اين الأمجاد والنجاحات والنساء والعشق والنجومية..لا شىء بقى من هذا كله..الجميلات كبرن مثله وكل واحدة تنظر في ثيابها وتستعيد لياليها وبريق أيامها .. وتطل عليها من بعيد سلة المجوهرات وبريقها اللامع وهى تقف أمام الكاميرات والعالم من بعيد ينتظر ووسائل الإعلام تتصارع على صورة أو لفتة أو مشهد صغير .. ها هى تجلس الآن مثل عمر الشريف في غرفتها وحيدة وهى تسأل اين مئات الرجال الذين تساقطوا يوما تحت اقدامها كل واحد يريد ليلة او نظرة أو حتى ابتسامة عابرة .. يجلس عمر الشريف النجم وحيدا بلا اضواء وهو يتذكر دوره في رواية باسترناك وزيفاجو .. اين الشاعر فيه الآن وقد خبا البريق وانسحبت سنوات العمر وبدأت رحلة الخريف في صمتها وحيرتها وشحوب لياليها .. أتصوره الآن وحيدا وهو يطفئ نور غرفته في المنتجع الذى يعيش فيه لكى يغمض عينه وينام .. هل مازال يحلم هل مازالت لديه أدوار تمنى لو قدمها هل يذكر حسابه في البنوك وخسائره في البريدج وأكثر من مليون دولار حصل عليها في فيلم واحد يوم ان كان للمليون قيمة وسعر قبل أن يستباح في سوق اللصوص .. يجلس عمر الشريف الآن وهو لا يذكر شيئا من ماضيه ولا يعرف شيئا عن مستقبله والعالم ينظر إلى النجم الكبير من بعيد وهو في حالة إشفاق على الضوء الشارد .. قد تكون هذه اللحظات التى يعيشها النجم الكبير أسعد ايام حياته فبعد ان عاش كل هذه الأمجاد يأبى ان يمشى في القطيع واختار ان ينسحب ويصمت وهكذا يخبو ضوء النجوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمر الشريف ورحلة الخريف عمر الشريف ورحلة الخريف



GMT 09:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الفئات الأكثر هشاشة (8)

GMT 08:37 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميلات؟!

GMT 08:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان!

GMT 08:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تحالفان ومرحلة جديدة

GMT 08:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من أفسد العالم؟

GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon