فاروق جويدة
كثيرا ما تمنيت ان يبتعد الإعلاميون المصريون عن الفتوى والرأى في قضايا الدين والشريعة وان تبقى أدوارهم في إطار ما يعلمون وان يتركوا مثل هذه القضايا الحساسة لأصحابها ..
إن من حق الاعلامى أن يسأل ويناقش وحتى يعترض ولكن ليس من حقه أن يبدى رأيا أو يطرح أفكارا في قضايا دينية تحتاج إلى العلم والتخصص وقبل هذا كله شىء من الصلاح ..أن يجلس الاعلامى مع احد رجال الدين يسأله ويسمع منه ليرشد الناس ويعلمهم أصول دينهم فهذا هو الإعلام الصحيح اما أن يحمل مدفعا رشاشا ويتوجه به إلى عقول الناس ويمارس أعمال التخريف فهذا ليس من الإعلام ولا من الدين كان النموذج الاعلامى الحقيقى يتجسد في برنامج الراحل الكبير احمد فراج وكان يستضيف علماء من كل الأقطار العربية يتحدثون في كل شئ ولم نجده يوما يقدم للناس الفتاوى أو يناقش قضايا دينية تمس الثوابت في الفقه والشريعة رغم ثقافته الدينية.. والواقع أن بعض الإعلاميين يلجأ إلى هذه الأشياء بهدف الانتشار وتحقيق الشهرة وإثارة الجدل حول ما يقول.. وفى تقديرى انه لا ينبغى ابداً أن يحقق الإنسان شهرة بالعبث والتهريج والدخول في قضايا لا يفهم فيها .. هناك مقالات كثيرة اساءت للاديان ودخلت في ابواب المحرمات الدينية وهناك أشخاص اثاروا جدلا واسعا في برامج لاعلاقة لها بالدين وجعلوا من أنفسهم وعاظا.. وللأسف الشديد أن هناك ثلاثية مزعجة في الاعلام المصرى الآن وهى الدين والجنس والسياسة.. وحين اغلقت السياسة أبوابها أمام صراعات سياسية لا نهاية لها اتجه البعض لكى يملأ الفراغ إلى البرامج الدينية وافتى فيها وهو لا يعلم ثم اتجه البعض الآخر إلى البرامج الجنسية ما بين العلاقات الشاذة والمنشطات..ولقد عانينا زمنا طويلا من القنوات الدينية التى نشرت التطرف والارهاب وتحضير الأرواح والعلاج بالسحر والعفاريت وافسدت عقول اجيال كاملة ثم تخلصنا من هذه اللعنة ولكن سقط الكثير من الإعلاميين في برامج لا تقل خطراً عن كل ما كان يحدث في القنوات الدينية اتركوا الدين لأهل الدين.