توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى وحشة العمر

  مصر اليوم -

فى وحشة العمر

فاروق جويدة

شئ جميل أن ترى زهرة جميلة تتسلل الى خريف ايامك وتطل عليك بإبتسامة صافية تصافح وحشة العمر، وصقيع الأيام..
شئ جميل ان تجد يدا تمتد اليك وعواصف الزمن تعصف بك من كل جانب..فى أحيان كثيرة تفقد الأمل فى الحياة والناس والأشياء..تبخل علينا الحياة بحلم يمنحنا القدرة على الاستمرار..تتضاءل مشاعر الناس وتتحول الحدائق الجميلة الى صحراء موحشة فلا تجد من الناس غير الجحود والكراهية..وتصغر الأشياء أمام عينيك، تصبح القصور اكواخا وتصبح الأنهار شواطئ حزينة يملؤها الخوف وعدم الأمان، وتصبح الحشائش اشجارا وتتساقط امام عينيك فيبدو النخيل أشلاء ممزقة وتبدو الثمار أطلالا..ويبدو الربيع بقايا جمال رحل..حين ترى كل ذلك تفقد القدرة على الحوار لأنك لا تجد من تخاطبه..تضيق العيون فلا ترى ما بقى من ساحات الجمال ويضيق الزمن فيفقد الإنسان تواصله مع الحياة..ساعتها تتمنى لو أن بقايا ضوء تسللت الى وحشة ايامك..لو ان قلبا رقيقا اقتحم كل هذه التلال من الحزن والكآبة واهداك لحظة امن وأمان..لو أن وجوه الناس تسامحت وابتسمت ورأيت فى ملامحها شيئا من القناعة والرضا..وسط هذا الركام المخيف تجد من يمنحك الأمل وسط صحراء اليأس الموحشة..وتجد زهرة برية صغيرة تنبت على شواطئ أيامك وترى الشمس تمد أشعتها الذهبية وتمنحك زهرتك الوحيدة شيئا من الدفء يعينك على استكمال رحلة الحياة..لا تيأس إذا حاصرتك الوجوه العابثة وابحث فيها عن ابتسامة وحيدة تنتظرك فى آخر السرداب المظلم..لا تتصور أن الحياة قد انتهت لأنك وجدت من الناس مالا تنتظر..إذا كان للشر أوكار كثيرة فمازالت للخير مساحات شاسعة فى قلوب الناس..وإذا كانت للقبح أماكن يأوى اليها فإن للجمال عشاقا ومحبين.. زهرة وحيدة صافحتنى ومنحتنى الكثير من الأمل فى أن الجمال من صنع البشر وأن الإنسان قادر على ان يواجه الحياة كما يحب وكما يريد، حاول أن تقترب من كل من يهديك وردة ويحيى داخلك مواكب الجمال مرة اخرى..وإذا كنا قد عشنا أياما صعبة مع وجوه لا تستحق أن نعيش معها فإن المستقبل سوف يحمل لنا وجوها أخرى تدرك معنى الحياة وقيمة الأمل وروعة الجمال
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى وحشة العمر فى وحشة العمر



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon