توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في البدء كان الحب

  مصر اليوم -

في البدء كان الحب

فاروق جويدة

حين خلق الله سبحانه وتعالى آدم وحواء عليهما السلام لم يكن لهما نسب ولا أصل إنسانى ولكن الحب جمع بينهما ليكون أول أساس تبنى عليه رحلة الإنسان في الحياة..

وحين ودع سيدنا إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وداعا حزينا وهو يتركها في قلب الصحراء مع وليدها كانت رحلة حب في اطهر مكان..وحين وقفت السيدة خديجة رضوان الله عليها مع رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وهو يواجه كفار مكة كان صادقا وهو يقول عنها بعد رحيلها «والله ما عوضنى الله خيرا منها» رغم حبه الشديد للسيدة عائشة رضوان الله عليها، وحين أوصى الرسول بأقباط مصر خيرا فقد كان ذلك اعترافا بقيمة حياته مع مارية هدية المقوقس وام ابنه ابراهيم..ان هذا يعنى ان الحب كان وسيبقى فريضة إلهية ورسالة كونية سبقت كل الرسالات، فقد شرعه الله سبحانه وتعالى قبل أن تهبط الرسالات ويعرف الناس الصوم والصلاة والشرائع..خلق الله الحب في كل الكائنات ولم يقتصر على سيد المخلوقات وهو الإنسان..ان الزهور تحب وتتكاثر وتعبر الآفاق لتنجب زهرة جديدة..والحيوانات تعرف الحب ومن الحب عرفت الرحمة ومن الرحمة كان الحنان..ومن يشاهد الأشجار الكبيرة وهى تحنو على جذورها وفروعها الصغيرة حتى تصبح أشجارا يدرك ان كل شىء في هذه الحياة قام على الحب، أليست ثورة الأمواج مع بعضها وعلى بعضها لحظات حب تنعش البحار وتعيد لها النبض والمشاعر..أليس تزاحم الجبال وصدامها أو انشقاقها لحظات حب أو خصام..أليس انشقاق الأرض وتكوين الجزر والشواطئ لحظات حب وفراق بين مخلوقات الله..حين زرع الخالق سبحانه وتعالى أشجار الحب على الأرض وتعلم الإنسان منها كل الأشياء الجميلة عرف الرحمة وهى نبع من روح الخالق سبحانه وعرف الحنان والتكامل والتواصل ومعنى الأمن والاستقرار ومن هذا كله كانت الأمومة أجمل المشاعر الكونية بين البشر وكل المخلوقات وعرف البنوة وهى استمرار للحياة واكتمال لمنظومة الخلق..ومن هذه الينابيع الصافية عرف الفضيلة حين شاهد ضوء الشمس وعرف الخطيئة وسط سحابات الظلام..وسط هذا كله عرف الإنسان نفسه وبأنه أرقى مخلوقات الله وأعلاها قدرا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في البدء كان الحب في البدء كان الحب



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon