توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كل سنة وأنت طيب

  مصر اليوم -

كل سنة وأنت طيب

فاروق جويدة

كل سنة وأنت طيب..كل عيد وأنت قادر على ان تهدى كل من حولك ابتسامة أمل..فى زحام الحياة يتوقف الإنسان عند لحظة فرح يعيشها فى يوم عيد..وإذا كان قادرا على ان يصنع هذه الفرحة فإن أيامه كلها أعياد..لقد أصبحت السعادة سلعة غالية الثمن فى حياتنا وأصبحنا نطاردها فى كل شئ ورغم هذا تهرب منا..ان الإنسان قادر على ان يصنع السعادة لنفسه وللآخرين..ان اكبر أزمات هذا العصر ان الإنسان أصبح أنانيا فى كل شئ .. انه يجرى وراء المال ظنا منه انه يسعده .. ويجرى وراء المناصب اعتقاداً منه إنها تمنحه القيمة .. ويريد قصراً كبيرا يعيش فيه ورغم كل هذه الأشياء لا يشعر بالسعادة .. لا يمكن ان تتحقق السعادة بعيدا عن الآخرين .. ما قيمة القصور الضخمة فى قلب العشوائيات ماذا تفعل بالأموال المكدسة فى البنوك وأنت تعلم إنها من حق الآخرين .. كيف تعيش لحظة سعادة وقد كنت سببا فى إتعاس الملايين .. اننى أتصور حوارا بين الإنسان ونفسه وقد جلس وحيدا يراجع دفاتر أيامه..هل كنت عادلا حين أصبحت مسئولا عن الناس..هل كنت مترفعا عن المال الحرام..هل سمعت صوت ضميرك وأنت تغتصب حقوق الآخرين..هل أخلصت حين أحببت ووفيت حين عاهدت هل مازلت قادرا على ان تعيش لحظة حب صادقة ام ان الأيام غيرت القلب والإحساس والمشاعر..ان هذه الأشياء هى التى تكشف لك حقيقة نفسك لآن الثراء الحقيقى ليس فى تملك الأشياء ولكنه فى القدرة على إسعاد الآخرين..بعض الناس يعتقد ان السعادة فيما يملك وهذا إحساس خاطئ فقد تملك كل الأشياء وتكتشف انك خسرت نفسك..ظلم الناس خسارة..والعدوان على حقوق البشر خسارة..وغفلة الضمير خسارة..والغدر فى الحب خسارة..والمال الحرام اكبر خسارة..وخيانة حلمك خسارة..وبيع مبادئك خسارة وتفريطك فى كرامتك خسارة..أمام كل هذه الخسائر كيف تنتظر ساعة فرح ويوم عيد..ان العيد الحقيقى ان ترى نفسك إنسانا حقيقيا وليس إنسانا مشوها فى اللون والصفات..كثيرا ما نفهم الأشياء بما يرضينا ونتجاهل حقيقتها والحقيقة المؤكدة ان الإنسان مجموعة من القيم وليس مجرد دفتر شيكات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل سنة وأنت طيب كل سنة وأنت طيب



GMT 04:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 04:30 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 04:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 04:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 04:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 04:19 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

عن الحيادِ والموضوعيةِ والأوطان

GMT 04:16 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أين يُباع الأمل؟

GMT 04:11 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

الجميع مستعد للحوار

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon