توقيت القاهرة المحلي 11:59:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوارث فكرية

  مصر اليوم -

كوارث فكرية

فاروق جويدة

حاول ان تراجع اجندة تليفوناتك لكى تكتشف كم عدد الأصدقاء الذين خسرتهم فى السنوات الثلاث الماضية .. هناك ارقام اختفت امام خلافات فى المواقف رغم ان اجمل ما فى الفكر الخلاف واعظم ما فيه الحوار ..
سوف تكتشف ان هناك اسماء كثيرة لم تتصل بك حتى فى المناسبات السعيدة لتقول لك كل سنة وانت طيب .. عبرت الأعياد ورأس السنة وعيد ميلادك ولم تسمع احدا منهم .. ان السبب فى ذلك اننا لم نتعلم لغة الإختلاف وان الأصدقاء يمكن ان يختلفوا طوال اليوم وتجمعهم مائدة العشاء .. فى العالم المتقدم توجد مقاهى للأدباء والمفكرين وكانت عندنا يوما حين كنا متقدمين ومتحضرين .. كانت هناك قهوة ريش التى جمعت كل رموز اليسار المصرى وكان توفيق الحكيم يقضى الصيف كاملا على احد المقاهى الشهيرة فى الأسكندرية .. وكانت جلسة نجيب محفوظ الشهيرة مع رفاق مشواره من الحرافيش كل هذه الأشياء اختفت من حياتنا لأننا نختلف بلا منهج ونتصارع بلا اسباب ونتلون حسب نشرة الأحوال السياسية التى غيرت النفوس وجعلت الشباب يحمل السلاح ويقتل بدلا من ان يحفظ قصيدة شعر او يقرأ كتابا فى التاريخ احزن كثيرا وانا اتصفح اجندة تليفوناتى لسبب آخر ان التليفون المحمول قد اسقطها عن عرشها القديم .. كنت احفظ مئات الأرقام لأصدقاء احبهم وسقطوا جميعا امام جبروت التكنولوجيا وصراعات السياسة وزحمة الأحداث.. لم اكن يوما اضع حسابا لخلافات المواقف والآراء وكنت اضع الصداقة فوق كل الإعتبارات مهما كانت خلافات الرأى ولكن هناك شئ خطير تغير فى حياة المصريين اننا نفكر بالسياسة ونتخاصم بالسياسة ونتصارع بالسياسة بل ان فينا الآن من يقتل جاره وربما صديقه من اجل السياسة .. صديقى الذى اقترب من الثمانين من عمره انفصل عن زوجته وام اولاده لأنها إخوانية وهو يرفض الإخوان .. الغريب ان بعض شيوخنا اجاز هذا الطلاق وربما وجدنا من يسقط نسب ابناءه ليس لخلاف فى الرأى ولكن لخلاف فى العقيدة لأن الأب مسلم والابن لا ينتمى للإسلام .
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوارث فكرية كوارث فكرية



GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 08:05 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترمب وماسك... مشعلا الحرائق

GMT 08:04 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

إيران: مواءمة قطع الأحجية الخاطئة الراهنة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon