فاروق جويدة
قالت:كيف تدعونا لأن نحتفل بعيد الحب ونحن نعيش كل هذه الاحزان..ماذا تقول عن أم خرج ابنها ليشاهد مباراة في كرة القدم وعاد جثة هامدة ..
إن الحب الذى جمعته كل سنين عمرها في هذا الابن انتهى في لحظة..ماذا تقول عن شباب في عمر الورود يتساقط أمام حشود الإرهاب..ماذا تقول عن عالم فقد الرحمة وأصبح القتل فيه مشهدا يوميا يطاردنا في نومنا..هذا ليس زمان الحب اكتب يا صديقى عن زمن الموت.
قلت : إن السبب في كل هذه الكوارث التى تحيط بنا أن الحب سافر من دنيا البشر .. ان الحب هو الذى منح الحياة جلالها منذ بدأ الخليقة ..كانت الحياة كلها ثمرة لقاء بين حواء وادم انتهى بكل هذه الحشود البشرية التى صنعت الحضارة .. وحين شيد الإنسان الحضارة لم يكن يعلم أن النار تحرق وتضىء..وان الماء يروى ويغرق..وان الرصاصة تحمى صغيرا وتقتل بريئا..لم يكن الإنسان يعلم أن الحب يدمر كل شئ حين يتحول إلى كراهية وان كل شئ يحمل نقيضه لولا الليل ما عرفنا روعة النهار..ولو السجن ما ادركنا قيمة الحرية .. ولولا الكذب ما اكتشفنا مكانة الصدق..ولهذا لولا الحب ما عرفنا كل الأشياء الجميلة في حياتنا.. الحب هو الذى جعلنا نتحمل مشقة السفر بحثا عن أحلامنا انه يمنحنا القدرة ويعلمنا الإصرار وينطلق بنا إلى آفاق لم ندركها بعد .. لولا الحب ما غامر الإنسان في حياته بحثا عن الأجمل والأفضل ولولا الحب ما كان الإبداع الجميل والفن الراقى والحكمة الصادقة..أن الحب يلون الأيام ويزيل عنها الصدأ وحين غاب الحب عن البشر تراجعت مواكب الأحلام وأصبح الإنسان فقيرا في مشاعره بخيلا في أحاسيسه انه يرى الأشياء ولا يراها لأنه فقد القدرة على ان يبصر فيرى كل شىء في مكانه..بدون الحب تختل موازين الاشياء فلا نرى النهار نهارا ولا نرى الجمال جمالا..ومع عيد الحب حاول ان نتذكر اناسا احبوك ومنحتهم اجمل واغلى ما لديك وهى المشاعر واذا استطعت ارسل كلمة رقيقة لمن منحك يوما لحظة حب صادقة.