فاروق جويدة
شجعت أمريكا الدول العربية لكى تدخل الحرب ضد الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان وكان ظهور القاعدة التى حشدت الآلاف من الشباب من الدول العربية لكى يواجهوا الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان..ومن القاعدة انطلقت تنظيمات أخرى وحشود اجتاحت العالم كله بدعم امريكى وتمويل عربى.
وذات يوم شجعت أمريكا صدام حسين لكى يحارب إيران ويواجه ثورة الخمينى..ودفع العرب فاتورة الحرب العراقية ـ الإيرانية والتى زادت عن 400 مليار دولار فى 8 سنوات وأكثر من مليونى شهيد بين البلدين.. وبعد ذلك جاءت حرب الخليج واحتلال الكويت وتحملت ميزانيات الدول العربية فاتورة حرب الخليج..ثم كان احتلال العراق ونهب ثرواته من البترول على يد الاحتلال الامريكى..مازال العراق يدفع الثمن..
وأخيرا ظهرت حشود الإرهاب فى كل ربوع العالم العربى.. وجاءت جيوش وطائرات وأساطيل الدول الغربية لتحارب منظمة سرية تدعى داعش وفى تقديرات الإدارة الأمريكية أن هذه الحرب سوف تستغرق ثلاث سنوات وان نفقاتها تبلغ مليار دولار شهريا اى أن تكاليفها سوف تبلغ فى ثلاث سنوات اكثر من 40 مليار دولار فى اقل التقديرات ولو أضفنا لهذا الرقم اعادة اعمار ما خربته الحرب فى العراق وسوريا وليبيا واليمن فسوف تكتشف أنها أخذت كل مدخرات الدول العربية من البترول ولنا أن نتصور خسائر تدمير الجيش العراقى والجيش السورى وما كان لدى ليبيا من مؤسسات وترسانة أسلحة وما أصاب اليمن هذا بجانب خسائر أخرى تحملتها دول البترول العربى فى سداد فاتورة الحرب ضد الإرهاب.. إن الغرب بزعامة أمريكا هو الذى صنع عفريت الإرهاب منذ الاحتلال السوفيتى والحرب فى أفغانستان..
لقد دفع العرب فاتورة كل هذه الحروب ثم انتهى الامر بتدمير قدرات الجيوش العربية فى سوريا وليبيا والعراق والآن يقف العالم العربى يحارب داعش ولا احد يعلم من اين جاءت وكيف ظهرت ولكن المؤكد ان داعش سوف تأخذ ما بقى من مدخرات الدول العربية..ان الجميع يحارب الآن هذا الشبح ولا احد يعرف من صنع هذه الأسطورة التى تكرر أسطورة القاعدة فى أفغانستان..على يد داعش سوف تأخذ أمريكا آخر ما بقى من أرصدة الدول العربية.