توقيت القاهرة المحلي 08:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لقاء الغرباء

  مصر اليوم -

لقاء الغرباء

فاروق جويدة

كنت دائما اعتقد أن لقاء الفصول والمواسم شىء مستحيل..فأشجار النخيل لا تقاوم وحشة الشتاء والزهور لا تتحمل ليالى الصقيع وكذلك الحب لا يمكن ان يجتمع فيه الربيع مع الخريف..ان الربيع يمنح الحياة والخريف يسرق الأيام وكل القصص التى جمعت الربيع بالخريف انتهت نهاية دامية يكفى ان أيام الربيع عادة قليلة وان الخريف قد يمتد حتى يستقبل الشتاء وكلاهما عدو دائم للربيع..ما يحدث في الطبيعة نراه في قصص الحب لأن ربيعها لا يدوم وسرعان ما تتسلل إليها أشباح الخريف وتتساقط الأوراق والأزهار وتبدو السماء شاحبة حزينة..

قد يجتمع الربيع مع الخريف في رحلة شوق قصيرة ولكن سرعان ما يفترقان حين يجمع الربيع أشياءه ويرحل تاركا للخريف كل شىء العمر والملل والحلم الغريب..اعرف اوقاتا قصيرة ولحظات عابرة جمعت الخريف والربيع ولكن النهايات كانت حزينة لأن العمر لم يسعف الأحباب وسافر من سافر ورحل من رحل..

ورغم انسحاب الربيع إلا انه عادة يترك لنا شيئا..يترك في القلوب لحظة صفاء ومحبة ويترك في النفوس قناعة بأن لكل شئ مسارا ومن الخطأ ان يحاول الإنسان ان يسترجع صور الماضى لأنه عادة لا يعود..إذا عادت الذكريات خذلنا العمر..وإذا بقى العمر خذلتنا الأحلام وإذا وجدنا الحلم بدا أمامنا بعيد المنال..ان هذا لا يعنى ان يستسلم الإنسان لقدره ويترك الأيام حوله تخبو كالنجوم يوما بعد يوم انه يكابر لكى يسرق من العمر لحظة رغم انه يعلم أنها بخيلة وقصيرة..

انه يعلم ان الأحلام تراوغه ولكنه يمسك بحلم صغير ويتشبث به قد يمنحه لحظة رضا أو قناعة..هنا يمكن ان يجتمع الربيع مع الخريف تطلع الشمس ويشرق النهار وتغنى العصافير رغم ان الأشجار تعرف ان هناك في الأفق ليلا طويلا يتربص بها..إذا كنت تعيش ربيعا فاحرص عليه لأنه يزورك مرة واحدة ويذهب ولن يعود وإذا كان الخريف يدق أبوابك فلا تحزن كثيرا لأن الخريف أفضل كثيرا من ليالى الشتاء الموحشة..وإذا لاحت أمامك فرصة لقاء عابر مع ليلة من ليالى الربيع لا تتردد ان تجمع خريف أيامك مع ربيع قادم قد لا يطول كثيرا.

نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقاء الغرباء لقاء الغرباء



GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام و«بهلوان» يوسف إدريس

GMT 08:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تسعى إيران حقًّا إلى السلاح النووي؟

GMT 08:46 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بقلم : أمينة خيرى

GMT 08:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

للتاكسى قواعد (5)

GMT 08:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ألف سؤال.. وسؤال

GMT 08:36 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كنز في أسيوط!

GMT 08:33 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

نقطة ومن أول السطر.. انتهى مهرجان 45 وبدأ 46!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon