فاروق جويدة
الظلم انواع.. هناك فرق كبير بين ان تظلم انسانا وان تظلم شعبا وان كانت النتيجة واحدة.. فرق كبير بين ان تظلم جارا وان تحرق مدينة،
ان تقترض مبلغا من المال لا ترده لصاحبه وان تنهب ثروة شعب ثم تتركه جائعا..ظلم الافراد مساحة صغيرة جدا فى حياة البشر ولكن ظلم الشعوب مأساة كبرى تتحملها الأجيال جيلا بعد جيل.. وحين يتصور الحاكم انه يملك كل شىء فى الوطن تسقط عليه اللعنات من كل جانب وتطارده أشباح الكراهية فى كل مكان وإذا أردت ان تقيم شيئا فانظر إلى نهايته ولا تتوقف كثيرا عند البدايات لان النهايات هى الفيصل وهى آخر صورة للإنسان قبل ان يلقى قدره.. ومن اسوأ النهايات فى الحياة أن يغمض الانسان عينيه وتمتد امامه مواكب الوجوه التى ظلمها فى حياته.. واسوأ انواع الحكام الحاكم الظالم لانه تدخل فى ارادة الله وسلب من الناس حقوقهم وحرمهم من فرص الحياة الكريمة الآمنة التى أرادها الله لعباده.. وفى مواكب الرحيل نجد أناسا تحيطهم من كل جانب مشاعر صادقة من الحب والعرفان، أن القلوب تودعهم بأصدق الدعوات والعيون تحيطهم بأصدق الدموع لانهم كانوا ميزان عدل وخير وتسامح.. وهناك آخرون تسبقهم إلى مصيرهم المشئوم لعنات أناس مظلومين وصرخات قلوب حرمها الظلم من ابسط حقوقها فى الحياة.. والحاكم الظالم تخرج منه روائح كريهة لان للظلم رائحة يعرفها الناس حين تطاردهم فى مواكب الأفاقين والمتسلقين واللصوص، وقد حرم الله الظلم على ذاته العلية لأن الله هو العدل.. واسوأ ما يصاب به شعب من الشعوب هو الحاكم الظالم قد ينجو من عذاب الدنيا وقد تفرط الشعوب فى حقوقها وتتنازل عن احلامها ويبقى حساب السماء نهاية كل ظالم، ومن اسوأ انواع الظلم ان تسكت على الباطل وتروج القبح بين الناس لكى تقنعهم بأنه شىء جميل انك تظلم نفسك قبل أن تظلم الآخرين وتحيا رهينة إحساس مهين بأنك كنت أداة فى يد ظالم.. قبل ان تنام وتغلق عينيك حاول أن تراجع اجندة ايامك فقد تكتشف انك ظلمت إنسانا بريئا فما بالك اذا كنت قد ظلمت شعبا.