فاروق جويدة
عرفت الآن لماذا انهار مستوى الغناء فى مصر فقد ازعجتنى كثيرا الاخبار التى نشرتها الصحف عن مزرعة الحمير فى الفيوم التى تذبح الحمير وتوردها لحوما للمواطنين حيث ثم العثور على لحوم 30حمارا بينما كان هناك 1500 حمار تنتظر دورها فى الذبح..ولم تكن هذه هى المرة الاولى التى تباع فيها لحوم الحمير للمواطنين ولكن الجديد فى الامر هذا العدد الكبير وهذه الكميات الضخمة ولنا أن نتصور لو أن الحمار فى اقل تقدير يزن 80 كيلو من اللحوم والمزرعة بها 1500 حمار فنحن أمام 120 ألف كيلو وهذا يعنى إنها دخلت بطون أكثر من ربع مليون مواطن لو كان نصيب الفرد الواحد نصف كيلو ولنا ان نتصور كم من الحمير قد ذبح صاحب هذه المزرعة قبل اكتشاف جريمته لأن هذا يعنى أن ملايين المواطنين كانوا ضحايا لحم الحمير..
ولا أدرى هل هناك علاقة بين هذه النوعية من اللحوم وانخفاض مستوى الذكاء وفساد العملية التعليمية حتى ان هناك طلابا فى بعض مراحل التعليم لا يكتبون ولا يقرأون..وهل هناك علاقة بين أكل هذه اللحوم والمستوى الثقافى الذى تراجع كثيرا خاصة فى البرامج والفنون التى تقدمها الفضائيات المصرية والأخطر من ذلك هل هناك ايضا علاقة بين انحدار مستوى الغناء وانتشار الأصوات القبيحة على الشاشات وفى الإذاعات هناك فرق كبير بين شعب كان يوما يغنى الأطلال والآن يغنى بحبك يا حمار..ان المشكلة تحتاج إلى دراسة جوانبها بكل التفاصيل وليس هناك ما يمنع ان تكون موضوعا لبعض الدراسات الجامعية فى الماجستير والدكتوراة..ويمكن ان تحمل أكثر من عنوان..لحوم الحمير والتراجع الثقافى..
أو الفراغ السياسى وانتشار لحوم الحمير أو انهيار منظومة التعليم فى ظل لحوم الحمير..وليس هناك ما يمنع ان يعرض صاحب هذه المزرعة على الأطباء النفسيين لإجراء دراسات حول أسلوبه فى التربية أو عائد الاستثمار فى تربية الحمير أو نظريات التكاثر بين الحمير فى ظل العولمة ومواقع التواصل الاجتماعى..المهم ان نصل إلى أعماق هذه التجربة خاصة ان الغناء المصرى تراجع فى السنوات الأخيرة بصورة مخيفة تهدد تاريخ الفن المصرى فى كل مجالاته.