فاروق جويدة
فى يوم من الأيام طالب الزعيم الليبى معمر القذافى بوحدة كاملة بين مصر وليبيا واختلف مع الرئيس السادات وكانت له مقولة شهيرة ان ليبيا زعيم بلا شعب وان مصر شعب بلا زعيم..
والحقيقة ان مصر وليبيا لهما علاقة خاصة جدا ومن يفتش فى الكتب التى تتناول تاريخ القبائل العربية سوف يكتشف ان هناك تداخلا سكانيا رهيبا بين مصر وليبيا وليس ذلك فقط فيما يتعلق بالتلاحم السكانى فى الصحراء الغربية وفى مناطق السلوم ومطروح والبحيرة ولكن هذا التلاحم يوجد فى قبائل الصعيد التى امتدت الى برقه وبنغازى وبقية المدن الليبية..ان قبيلة اولاد على وهى من اكبر القبائل العربية موزعة بين مطروح والسلوم ومحافظة البحيرة ثم تمتد الى محافظات الصعيد ولها فروع قبلية كثيرة فى ليبيا.. واهالى مطروح والسلوم يشبهون تماما سكان ليبيا فى العادات والتقاليد ابتداء بالزواج وانتهاء بالعلاقات الأسرية..وقد لعبت السياسة ادوارا كثيرة فى تنمية العلاقات المصرية الليبية او إفسادها .. فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تمسك القذافى طوال حياته بكلمة قالها له عبد الناصر " انت تذكرنى بشبابى يا معمر " ثم ساءت العلاقات بين السادات والقذافى .. اقول ذلك والمصريون يتابعون ما يجرى فى ليبيا والحرب الأهلية التى اشتعلت بين ابناء الوطن الواحد.. ان السبب فى ذلك كله هو بترول ليبيا الذى حرك الغرب يوما واندفع بجيوشه الى الأراضى الليبية فى مؤامرة لم تتضح معالمها واسبابها حتى الآن..ان السؤال الذى يدور فى مصر الآن ماذا يحدث لو شهدت حدود مصر مع ليبيا اى تهديد... لا اعتقد ان هذا السؤال يحتاج الى توضيح لأن حدود ليبيا مع مصر قضية امن قومى من الدرجة الأولى والمصريون فى ليبيا يزيد عددهم عن مليون ونصف ومعظم القبائل المصرية فى السلوم ومطروح والبحيرة نصفها يسكن ليبيا والنصف الآخر فى مصر ان ما يحدث فى ليبيا كارثة بكل المقاييس انسانيا واقتصاديا والأمر يحتاج الى موقف من حكماء ليبيا لإعادة الأمن ووقف الفتنة التى دمرت كل شىء وجعلت الليبيين يترحمون على ايام القذافى .