توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى يفيق الغافلون

  مصر اليوم -

متى يفيق الغافلون

فاروق جويدة

لا أعتقد أن هناك مواطنا مصريا يتمتع بكامل قواه العقلية يمكن أن يدمر محطة السكة الحديد أو يدمر المترو أو القطار أو يضع قنبلة أمام ضريح السيد البدوى رضوان الله عليه لا اعتقد أن هناك مواطنا مصريا يحب هذا البلد يمكن ان يحرق مسجدا أو كنيسة أو يعتدى على جامعة أو مدرسة أو دار حضانة..

نحن تحت شعار الثورة والثوار بررنا أمام انفسنا جرائم كثيرة حين تصور البعض أن تدمير سيارات الشرطة عمل ثورى بطولى وان ضرب الأساتذة في الجامعات سلوك حضارى وان إحراق المجمع العلمى رسالة إنسانية وان الاعتداء على الناس في بيوتهم عمل مشروع..لقد ارتكبنا كل هذه الخطايا والأخطاء تحت شعار الثورة ولكن الثائر الحقيقى لا يحرق بيتا ولا يدمر مسجدا ولا يخرب كنيسة..إن الثائر الحقيقى يمكن أن يموت دفاعا عن هذه المقدسات ويقدم روحه فداء قطعة تراب من ارض هذا الوطن..سوف يقول البعض انه الإحباط والاكتئاب والكراهية التى تسللت إلى نفوس الناس أمام الفقر والحاجة والأحلام الضائعة وأمام مجتمع ظل ثلاثين عاما يحمى الظلم ويحتقر الكفاءة ولا يؤمن بمبدأ تاريخى يسمى تكافؤ الفرص نصت عليه الدساتير والقوانين والشرائع..سوف اسمع كل هذا ولكن هل يبرر ذلك ان تتلطخ يدى بدماء انسان برىء ربما كان مثلى شريكا في المظالم والمتاعب والاحتياج..لقد وضعنا اقدامنا على أول الطريق مهما كانت درجة الخلاف بيننا حول ما حدث ولكن هناك وطن أصبح أكثر أمنا وشعب أصبح أكثر استقراراً، فلماذا نحرم انفسنا من نعمة البناء ونتجاوز خلافاتنا التى دمرت اغلى الأشياء في حياتنا وهى اننا أبناء وطن واحد نشترك ونختلف حوله ولكننا كلنا نحبه..ماذا يعنى ان يرفع بعضنا المصاحف في وجه المجتمع والشعب والحكومة..ماذا يعنى ان اعتدى على رجل شرطة مهمته ان يحمينى ومسئوليته ان يرفع الضرر عنى “عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله” ان أول طريق للاسلام الصحيح ان نخاف الله في انفسنا وان نحمى ديننا بالرحمة والمحبة والامان..متى يفيق الغافلون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يفيق الغافلون متى يفيق الغافلون



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon