فاروق جويدة
فى سطور قليلة نعت الصحافة المصرية واحدا من ابرز كتابها فى عصرها الذهبى فى هدوء شديد رحل محمد حقى واحد من نجوم الأهرام فى ستينيات القرن الماضى وأحد الكتاب الكبار فى التحليل السياسى وكاتب حمل رصيدا ثقافيا وفكريا فى مشوار طويل فى بلاط صاحبة الجلالة..مات محمد حقى فى ولاية فرجينيا قرب العاصمة الأمريكية واشنطن حيث عاش فيها منذ ترك مصر ليعمل فى البنك الدولى وكان من المقربين للرئيس الراحل انور السادات وتولى رئاسة هيئة الاستعلامات فى فترة حرجة ثم قام بتأسيس المكتب الصحفى المصرى فى واشنطن وبعد رحيل السادات فضل محمد حقى ان يعيش فى أمريكا.. فى فترة الستينيات كان محمد حقى مشرفا على القسم الخارجى بالأهرام فى عصره الذهبى بقيادة الأستاذ محمد حسنين هيكل وكان ضمن فريق من الرموز الذين وضعوا الأهرام فى صدارة المشهد الصحفى..تخصص محمد حقى فى الشئون الخارجية فى فترة الحرب الباردة والصراع الامريكى السوفيتى حتى عمل فى البنك الدولى وعاد رئيسا لهيئة الاستعلامات التى لم يستمر فيها طويلا بسبب رحيل الرئيس أنور السادات الذى اختاره فى هذه الفترة متحدثا باسمه..كان حقى على درجة عالية من الثقافة وكان كاتبا متعدد الاهتمامات وإن أخذت السياسة معظم سنوات عمره..وكان قريبا فى فترة وجوده فى مصر من عمه الروائى الكبير يحيى حقى وقد تأثر به كثيرا فى مشواره الصحفى..عرفت محمد حقى منذ انضممت إلى أسرة الأهرام وكان صديقا رقيقا مجاملا ومهنيا من طراز فريد وقد تخرجت على يديه أجيال من المحللين السياسيين والخبراء فى الشئون الدولية والإقليمية..ولقد فوجئت بأن الصحافة المصرية لم تلتفت كثيرا لرحيل محمد حقى رغم انه كان يوما من رموزها الشهيرة وكان من أكثر رجال الصحافة المصرية اتصالا بالمراسلين والخبراء الأجانب سواء أثناء عمله فى الأهرام أو فى هيئة الاستعلامات قليلا ما كان يزور القاهرة فى السنوات الأخيرة واكتفى بأن يعيش فى فرجينيا أجمل حدائق أمريكا وأكثرها هدوءا وجمالا..ان الأجيال الجديدة لا تعرف الكثير من رموز الصحافة المصرية فى عصرها الذهبى وكان حقى واحدا من هذه الرموز.