توقيت القاهرة المحلي 07:27:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسابقة فى غناء العصافير

  مصر اليوم -

مسابقة فى غناء العصافير

فاروق جويدة

لا يمكن ان تتساوى العصافير والغربان أو تتشابه مياه الأنهار ومياه المستنقعات..ولا يمكن أيضا ان نجد في مكان واحد من يضئ شمعة ومن يطفئ كل الأنوار..

هناك عشاق للنهار وهناك أيضا خفافيش تحب الظلام وكلما فقدت الشعوب قدرتها على التمييز ساد الباطل وانسحبت حشود العدل والجمال..حين يجلس الإنسان مع نفسه ويراجع دفاتر أيامه سوف يجد وجوها كثيرة أسعدته وكانت مثالا في الرقى والسمو والتحضر..سوف يجد أيادى كثيرة امتدت له وهو يصارع الأمواج..سوف يجد أسرابا من العصافير التى واكبت مشواره ومسيرته في الحياة..وسوف يرى أيضا وجوها أخرى أدمنت الكذب والضلال والتحايل والغريب أن الحياة لديها قدرة عجيبة على تطهير الأشياء وفرز البشر..ان الأنهار تجدد ماءها في مواسم الفيضان..والأشجار تغير أوراقها في مواسم الربيع..والبشر أيضا منهم أشجار فارهة وهناك حشائش متسلقة وفى نهاية المشوار يبقى النخيل نخيلا وتبقى الحشائش سكنا للحشرات.. قرأت في الأسبوع الماضى عن مسابقة لغناء العصافير شاركت فيها ثلاث دول من شرق آسيا هى تايلاند وسنغافورة وماليزيا بأسراب من العصافير..شارك في المسابقة ألف عصفور في ميدان واسع وكانت الأقفاص تمتد على طول البصر معلقة في أعمدة ملأت الميدان..كانت العصافير متعددة الأصوات والأماكن تغنى جميعها في وقت واحد والأطفال يتناثرون كالنجوم في الميدان الفسيح..وكما يعتاد الإنسان على الجمال يمكن أيضا ان يدمن القبح وحين تنتشر أشباح القبح تتراجع أذواق الناس شيئا فشيئا وبدلا من ان يكون الغناء للعصافير يغنى الناس للحمير..وبعد أن تكون المسابقات لتنمية الجمال يتصارع الناس حول صناديق القمامة ويقف الأطفال الأبرياء في الشوارع ينتظرون بقايا الطعام..وبدلا من ان ينام الطفل في حضن أمه سعيدا يموت غريبا على احد الشواطئ البعيدة ويتناقل العالم صورته ويترحم عليه رغم أن هذا الطفل ربما كان يوما حاكما عادلا او فنانا يعشق الجمال أو كاتبا ينتظر العالم كلماته المضيئة..حين تصبح الغربان في صدارة الموكب وتختفى أسراب العصافير لا بد ان يراجع الإنسان نفسه ويسأل لماذا رحلت العصافير..الإنسان سيد هذا الكون اذا صلح صلحت كل الأشياء واذا فسد قل على الأرض السلام .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسابقة فى غناء العصافير مسابقة فى غناء العصافير



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon