فاروق جويدة
منذ سنوات استقبل المصريون الرئيس اوباما وهو يلقى خطابه التاريخى في جامعة القاهرة وكان استقبالا رائعا وهو نفس الاستقبال الذى لقيه الرئيس بوتين في زيارته الأخيرة للقاهرة كلا الرجلين فتح له المصريون قلوبهم متطلعين إلى مستقبل من التعاون والمودة
وقد استقبلت مصر قبل ذلك العشرات من رؤساء الدول والزعماء وفى كل مرة كنا نحلم كشعب أن تكون هذه الزيارات بداية رخاء وتقدم وازدهار مثل بقية شعوب العالم .. كل دول العالم استفادت من هذه اللقاءات واستطاعت أن تتحول في سنوات قليلة إلى مراكز للانتاج واستفادت من مصادر التكنولوجيا المتقدمة واقامت صناعات ضخمة وزادت صادراتها وتراجعت وارداتها وزاد دخل الفرد فيها وتركت حشود الفقر وانضمت إلى مواكب الاغنياء..حدث هذا مع الصين ومئات الملايين من البشر الذين يعيشون فيها وحدث مع الهند ودول شرق آسيا سنغافورة وماليزيا وكوريا الشمالية والجنوبية..وحدث مع اندونيسيا والبرازيل بل حدث مع ايران ودول الخليج العربى وتحولت كل هذه الدول إلى دول منتجة لسلع كثيرة واصبحت مصدرا من مصادر التكنولوجيا والصناعات الحديثة.. ولكن الغريب اننا طوال ثلاثين عاما من العلاقات مع أمريكا لم نتحول إلى إنتاج سلعة واحدة متقدمة ننافس بها في الأسواق العالمية ولم نستطع الاستفادة كما ينبغى من التكنولوجيا المتقدمة كما حدث للصين والهند وكوريا..إن شركة واحدة في كوريا الجنوبية تنافس العالم كله في التليفون المحمول وهو حتى الان لم ينتج في مصر رغم اننا نستورده ونتكلم فيه بآلاف الملايين..ما حدث في التكنولوجيا حدث في الصناعات الاخرى ان الهند مثلا من أهم مراكز البرمجيات في العالم والصين تنافس الغرب في كل شىء وفى ايران صناعات متقدمة جدا اما اسرائيل فحدث عنها ولا حرج..هل تكون زيارة الرئيس بوتين ولقاؤه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بداية عهد جديد للإنتاج الصناعى المتقدم في مصر وهل تكون الاتفاقيات الجديدة بديلا عن فشل العلاقات المصرية الأمريكية في إنتاج صناعة متقدمة في مصر ام سنظل دائما ضحايا شركات المقاولات والاسمنت ومضاربات العملة والبورصة وتجارة الاراضى؟!.