توقيت القاهرة المحلي 03:56:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصطفى حسين

  مصر اليوم -

مصطفى حسين

فاروق جويدة

رحل مصطفى حسين تاركا خلفه مساحة كبيرة من الفراغ فى وجدان المصريين ..رحل صاحب أول ابتسامة صباحية تصافح المصريين كل صباح على صفحات جريدة الأخبار .. رحل الرسام الفنان الذى جعل الناس تقرأ الجريدة من صفحتها الأخيرة وليس صفحتها الأولى.

رحل صاحب كفر الهنادوة صرخة الفقراء ضد السلطة كل سلطة وصاحب كمبورة ابن البلد المشاغب النصاب .. وعبده مشتاق المثقف الباحث عن المنصب ايا كان الثمن .. كان مصطفى حسين يتمتع بحس شعبى جارف وكانت لديه قدرة عجيبة على التقاط تفاصيل كثيرة فى مكونات الشخصية المصرية .. وكان قادرا ان ينتزع منك الإبتسامة حتى لو كانت احيانا فيها الكثير من الألم والمرارة .. سخر من اصحاب القرار وهم يمارسون كل انواع الدجل على الشعب الغلبان .. وتهكم على المثقفين وهم يهرولون خلف كل صاحب قراره يسألونه الرضا والغفران .. وقدم نماذج شعبية كثيرة حملت الفهلوة والتحايل بين فئات كثيرة من الشعب .. التقينا آخر مرة فى احتفالية مكتبه ومتحف انيس منصور كاتبنا الراحل فى الجامعة الأمريكية كان ضاحكا ساخرا متفائلا كعادته .. ورغم انه عاش اكثر من أزمة صحية منذ سنوات وقضى فترة طويلة للعلاج فى الخارج إلا انه كان دائما محبا للحياة وعاشها طولا وعرضا ..

عاش تجربة فريدة مع الكاتب الكبير احمد رجب قدم فيها نموذجا للتكامل بين الريشة والقلم وعلى امتداد سنوات كان لقاؤهما اليومى جرعة من السخرية والألم للإنسان المصرى .. كانت ابتسامة مصطفى حسين واحمد رجب هدية يومية للمواطن المصرى تحمل آلامه واحلامه والكثير من مشاعر الإحباط والمرارة امام واقع لا يتغير كان لقاء احمد رجب ومصطفى حسين صدفة جميلة فى تاريخ صاحبة الجلالة منذ سنوات رحل صلاح جاهين عن الأهرام وترك فراغا سحيقا واليوم يرحل مصطفى حسين عن الأخبار وسوف يترك فراغا لا حدود له.. وهذه النجوم التى تنسحب من حياتنا فى هدوء تترك بعدها الما ووحشة ولا ادرى هل هو فراق الأصدقاء والأحباب ام رحيل المواهب والرموز فى هذا الزمن البخيل .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى حسين مصطفى حسين



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon