فاروق جويدة
رحل العاهل السعودى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تاركا خلفه سجلا حافلا من الانجازات للدولة السعودية والشعب السعودى على المستوى الاجتماعى والسياسى والحضارى فى عهد خادم الحرمين، حققت المرأة السعودية مكاسب لم تحققها من قبل أمام واقع اجتماعى متشدد، دخلت المرأة مجلس الشورى وتولت مناصب قيادية فى الدولة وحصلت على جزء كبير من حقوقها الاجتماعية والانسانية.
واهتم العاهل السعودى الراحل بقضية التعليم وفتح ابوابا كثيرة للشباب السعودى داخليا وخارجيا،وفى عهده شهدت المملكة العربية السعودية اكبر عدد من البعثات التعليمية للخارج فى كل المجالات وهذه البعثات هى التى مهدت لإقامة مدينة كاملة للأبحاث العلمية تكلفت عشرة بلايين دولار وتم إنشاء أكثر من 12 جامعة كبرى فى المدن السعودية خلال عشر سنوات، كان اهتمام الملك عبدالله بالجانب الفكرى والثقافى اهتماما كبيرا خاصة انه كان يعلم تأثير القوى الدينية فى المجتمع السعودى وقد نجح بدرجة كبيرة فى ترشيدها واحيانا منع تجاوزاتها..لقد دفعت السياسة التعليمية التى وضعها الملك الراحل المجتمع السعودى والمواطن السعودى إلى آفاق جديدة فى الفكر والثقافة..ولا يستطيع احد ان ينكر ان الملك عبدالله واجه الكثير من القضايا العربية بقدر كبير من الحكمة وهو يرى حجم الازمات التى تحيط بالمنطقة ابتداء بالخطر الايرانى وانتهاء بما يحدث فى اليمن أو قطر أو سوريا والعراق وليبيا وبقدر المواقف الحاسمة التى اتخذها فى السياسة الخارجية بقدر ما حقق قدراَ كبيراً من التوازنات مع امريكا والغرب وكان موقفه من ثورة يونيو فى مصر دعما حقيقيا للشعب المصرى خاصة ان حجم المساعدات السعودية لمصر كان من اهم واخطر المواقف المؤيدة للشعب المصرى ولن ينسى المصريون للعاهل السعودى الراحل موقفه من جماعة الاخوان المسلمين وما فعلته فى مصر فقد حسم اشياء كثيرة وكشف امام العالم مخاطر الارهاب التى تهدد استقرار هذه الأمة وكان دائما يدعو للحوار بين الحضارات والأديان..كان خادم الحرمين حكيما فى قراراته حاسما فى مواقفه متفتحا على عالم جديد وفكرمختلف ولهذا فتح امام الدولة السعودية آفاقا جديدة للتقدم والازدهار.