توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مملكة الذكرى

  مصر اليوم -

مملكة الذكرى

فاروق جويدة

قالت: أراك تحرص كثيرا على الماضى وتستعيد ذكرياته..ان هذا يعتبر هروبا من الحاضر والذى يهرب من حاضره لا مستقبل له..

ان الحديث عن الماضى شىء جميل ولكنه لا يعنى ان الماضى ليس اكثر من صور تتناثر على جدران البيوت قد نرى آباءنا فى دفتر الذكريات ولكنهم رحلوا..وقد نتذكر احبابا لم يبق منهم شىء غير الألم..وقد نستعيد ذكريات اشخاص لم يعد لنا مكان فى حياتهم فما هى الفائدة من ذلك كله..ان الذكريات التى تحرص عليها شيك بلا رصيد ان تمنح عمرك مرتين لمن احببت عشت معه الحقيقة حبا وعشت معه الفراق عذاب، لقد أسرك مرتين ألا يكفيك الذى ضاع فى البداية لتعيش الوهم مرة اخرى بعد النهاية؟.حتى فى قضايا الوطن تبكى كثيرا على الذى مضى رغم ان الواقع يحتاج فكرك ومواقفك..ارجوك ان تغلق صفحات هذا الماضى ولا تجعل الناس يهربون معك الى شىء لا يعود.

قلت:ان الإنسان هو الكائن الوحيد فى مخلوقات الله الذى يحتفظ بذكرياته.. والذكريات ليست هروبا ولكنها ضمان لاستمرار الحياة..حين ينقطع التواصل بين الإنسان وماضيه فهو يتحول الى كائن هش..الذكريات هى الدروس التى نتعلم منها أخطاءنا.. والذكريات هى الرصيد الذى يتسلل الى وجدان الإنسان ويمنحه شيئا من الحصانة فينجو بنفسه وحياته من مخاطر الحاضر والمستقبل..إذا كنا نعتبر أن زمان الحب وقت ضائع رغم كل ما عشناه من المشاعر وان الذكريات هم ثقيل لن يفيدنا شيئا فماذا يبقى لنا فى هذه الحياة؟!..ان الصور المعلقة على الجدران قصة حياة والأب الذى رحل عنا يعيش داخلنا حتى وان تجاهلناه..والأم اول مدرسة للحب كيف ننساها وهى التى علمتنا ابجدية العشق..لا شىء فى الدنيا يموت والتلاشى لا يعنى الغياب وفراق الأجساد لا يعنى موتها..ان فى الجسد روحا تحلق وحين يسقط الجسد تصعد الروح وتختار مسارها فى السماء..وحين يختفى الحب فهو يختار مكانا آخر يعيش فيه..انه يحتل جزءا من القلب بعيدا عن صخب الناس وضجيج البشر..وفى هذا الجزء يبنى له مملكة جديدة..هى مملكة الذكرى وهى اطول عمرا واكثر بقاء من كل ممالك الدنيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مملكة الذكرى مملكة الذكرى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon