توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هكذا علمتنى الحياة

  مصر اليوم -

هكذا علمتنى الحياة

فاروق جويدة

حين تجلس وحيدا تسترجع ذكريات ايامك العابرة لا تتوقف كثيرا امام لحظات الحزن والألم..لا تتوقف عند قلب خدع او صديق خان او لحظة عذاب مرت عليك..
لا تتوقف امام صفقة خاسرة او فرصة ضاعت منك حاول ان تسترجع لحظة حب صادقة حتى وان كانت نهايتها المستحيل حاول ان تسترجع لهفة امل برئ حتى وان ضاع..حاول ان تذكر ملامح امرأة سافرت يوما فى وجدانك ولم تندم حين منحتها الحب والمشاعر..حاول ان تذكر معارك ربما خسرتها ولكن كسبت نفسك لأن اكبر الخسائر ان يفقد الإنسان نفسه..تذكر اشخاصا مدوا لك ايديهم والرياح تعصف بك والموج يبعدك عن الشاطئ..لا تتذكر ظلمة ليل حاصرك ولكن تذكر بريق نهار هداك..كن كالأشجار تعطى ثمارها لكل من جلس حولها او تسلل فوق اغصانها فهى لا يهمها من اخذ ولكن يسعدها ما اعطت..كن كالنسمة حين تصافح الوجوه فهى لا تترك إنسانا لتذهب الى إنسان آخر انها تسعد الجميع..حاول ان تكون عطرا لا يكتفى بوجه من حمله ولكنه يفوح فى كل الأماكن..لا تسترجع صور الوجوه الكريهة التى حقدت عليك بلا سبب وحاربتك بلا جريمة والقت الحجارة على رأسك وانت تنشر الزهور على كل البشر..انظر الى النهر الجميل وانت تغنى سعيدا على الشاطئ سوف تشاهد جثث هؤلاء الذين عذبوك يوما..وسوف ترى خلف القضبان وجوها احترفت الموت وعشقت الطغيان ويكفى انك لم تهادن الشر ولم تحترف القبح ولم تغنى لغير الفضيلة انت وحدك عالم فسيح فلا تترك احدا يحاصرك فى ركن صغير وتسجن نفسك فيه بإرادتك..لا تتذكر هؤلاء الذين تركوا لك جراحا..ان الأيام قادرة على ان تلملم الجراح وسوف يبقى العذاب الحقيقى للأيدى التى جرحت وليس للجرح الذى نزف..لا تغضب من إنسان اساء فهمك او غدر بك بلا سبب او اهانك لسبب لا تعرفه لأن الحشائش دائما تكره الأشجار وتتصور ان الشموخ حق للجميع رغم ان الكبرياء لا يباع ولا يشترى والصغير يبقى صغيرا مادام قد سجن نفسه فى سجن الصغائر والكبير يكبر كلما كبرت فيه حدائق الشموخ والكبرياء..لا تحزن على حبيب مضى او صديق ابتعد او رفيق رحلة خان..هؤلاء جميعا لا يستحقون منك لحظة الم فلا تعط الشئ لمن لا يستحقه..هكذا علمتنى الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا علمتنى الحياة هكذا علمتنى الحياة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon