فاروق جويدة
لم تعجبنى الطريقة التى أقيل بها محافظ الشرقية د.رضا عبد السلام ان يتصل به د.أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية ويطالبه بعدم الذهاب إلى مكتبه فى حين أن المحافظ كان عائدا من افتتاح مسجد وهو برفقة فضيلة المفتى د.شوقى علام ود. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف..هذه الإجراءات التعسفية تذكرنا بعهود سبقت لا نريد ان نذكرها ونتمنى ألا نعيشها مرة أخري..من حق الدولة الاستغناء عن خدمات مسئول كما جاءت به ولكن ينبغى ان يأتى بكرامة وان يرحل بكرامة..إذا كان المسئول قد اخطأ هناك مؤسسات للحساب ابتداء بأجهزة الرقابة وانتهاء بالقضاء فى يوم من الأيام ليس ببعيد ثم الاستغناء عن وزير السياحة د.هشام زعزوع وهو فى زيارة لألمانيا وانسحب الرجل من اجتماع رسمى عائداً إلى القاهرة بدون لقب وزير وكان إجراء لا يليق..والغريب انه بعد شهور قليلة رجع الرجل إلى منصبه مرة أخري..ولم نعرف حتى الآن لماذا خرج ولماذا عاد..ان الاستغناء عن مسئول ما أو إقالته أو حتى تحويله للقضاء يجب ان يتم فى إطار من حفظ الكرامة..وفى هذا السياق كنت لا اجد مبررا لإلقاء القبض على وزير الزراعة السابق د. صلاح هلال فى قضية رشوة فى ميدان التحرير بعد ان خرج من لقاء مع رئيس الحكومة فى ذلك الوقت المهندس ابراهيم محلب..كان ينبغى ان نترك الرجل يعود إلى بيته وبعد ذلك تتولى الشرطة والقضاء أمره لأنه برئ حتى يصدر القضاء أحكامه..أنا لا أدافع عن الخطأ ولا أطالب بالتستر على جريمة، ولكن كل ما أطالب به كمواطن ان يشعر الإنسان انه أمام مؤسسات تحترم كرامته سواء كان مدانا اوغير مدان لأن هناك أجهزة مسئوليتها ان تحاسب الناس عن أخطائهم كيف يحاول عدد من أعضاء مجلس الشعب الجديد دخول مبنى المجلس ويكتشفون ان أبوابه مغلقة فى وجوههم..نحن مع هيبة الدولة ولكننا نرفض إهانة المواطن..ان أبواب العدالة يمكن ان تحتوينا جميعا دون تجاوزات أو إجراءات استثنائية..لقد انتهى عهد زوار الفجر والسجون والإقالات الغامضة وعلينا جميعا حكاما ومحكومين ان نحترم العدالة وقبلها نحترم كرامة المواطن.