فاروق جويدة
لم تكن السيدة نهلة القدسى مجرد زوجة في حياة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب .. كانت رفيقة مشوار ورحلة عمر ومديرة أعمال ومستشارة في كل شئون الحياة وقبل هذا كله كانت من أهم الشخصيات في حياة موسيقار الأجيال..رحلة طويلة بينهما حتى رحل عبدالوهاب وعاشت بعده تجمع تراثه وأغانيه مع أبنائه ورفاق رحلته مجدى العمروسى وجلال معوض والمهندس محمد عبدالوهاب الابن الأكبر للموسيقار الراحل .. وما بين القاهرة وعمان تنقلت السيدة نهلة القدسى وفى الفترة الاخيرة استقر بها المقام في عمان بعد أن ساءت حالتها الصحية مع ابنها السفير عمر الرفاعى سفير الأردن السابق في القاهرة وابن الشاعر والسياسى الكبير عبد المنعم الرفاعى رئيس وزراء الأردن الأسبق .. منذ اسابيع سألت عنها الصديق عمر الرفاعى وقال ان حالتها الصحية ليست على ما يرام .. وأخيرا رحلت نهلة القدسى نصف عبدالوهاب الآخر واهم امرأة رافقته في رحلته الفنية والإبداعية..كانت تحب الفن الجميل وتعشق مصر الكنانة بنيلها وناسها وشوارعها وحواريها ولم تشعر في يوم من الأيام إنها غريبة وسط المصريين كانت مصرية حتى النخاع وكانت سورية وأردنية وجمعت كل مشاعر التواصل مع كل البلدان العربية بشعوبها التى أحبت عبدالوهاب..بعد ان رحل عبدالوهاب بأيام قليلة اتصلت بى السيدة نهلة القدسى واخبرتنى ان عبدالوهاب طلب منها في ايام مرضه القليلة ان تسلمنى مجموعة من أوراقه الخاصة التى كان يسطرها احيانا مع نفسه وذهبت إليها وقدمت لى مجموعة من الأوراق في حضور الراحل الكبير جلال معوض وزوجته الفنانة ليلى فوزى وعشت ساعات طويلة مع اوراق عبدالوهاب وقدمتها بعد ذلك في كتاب "عبدالوهاب وأوراقه الخاصة "كانت حريصة على ان تبقى ذكرى عبدالوهاب وتواصله مع عشاق فنه رغم رحيله فكانت تفتش دائما عن ألحانه التى لم يكملها وكان منها أجزاء لحنها من مسرحية مجنون ليلى لأمير الشعراء احمد شوقى..كانت رحلتها مع عبدالوهاب مشوار حب وفن وتضحيات وقد تحملت في ذلك الكثير وقدمت حياتها لأسطورة الفن المصرى بكل سخاء وحب وعرفان..رحم الله نهلة القدسى رفيقة مشوار عبدالوهاب.