توقيت القاهرة المحلي 04:01:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورحل الحريرى

  مصر اليوم -

ورحل الحريرى

فاروق جويدة

مات أبوالعز الحريرى على مواقفه التى لم يتغير فيها شيء.. اختار دائما أن يكون فى صفوف الفقراء وبقى على عهده..واختار دائما أن يتصدى للفساد ولم يتغير فى موقفه.. وكان مدافعا شرسا عن القطاع العام وأصول الدولة المصرية التى نهبتها عصابة الأشرار ولم يتنازل عن مواقفه.
منذ أسابيع قليلة اتصل بى قبل أن تسوء حالته الصحية وقال أنا خائف جدا من مجلس الشعب القادم وأخشى أن تسطو عليه عصابات الفساد والإفساد .. كان أبوالعز الحريرى نموذجا فريدا فى صفوف اليسار المصرى وخاض معارك كثيرة حين كان نائبا فى مجلس الشعب وكثيرا ما تصدى للحزب الوطنى وقياداته فى عصرها الذهبى..وفى ثورة 25 يناير عاش تجربة الثورة بكل مراحلها وبعد أن سقطت البلاد فى يد الإخوان تصدى لهم بعنف من خلال وسائل الإعلام ثم شارك بقوة فى ثورة الشعب يوم 30 يونيه مطالبا بإسقاط دولة الإخوان..

عاش حياته بين أهله فى الإسكندرية ولم يتغير فى أسلوب حياته ومكتبته ومصادر رزقه وجيرانه وكان دائما يختار صفوف الفقراء ليكون معهم .. خاض أبوالعز الحريرى تجارب كثيرة ابتداء بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية وانتهاء بإنشاء حزب سياسى مرورا على مجلس الشعب ولم يتغير فى الفكر والمواقف ظل حريصا على انتماءاته الأيدلوجية كرمز من رموز اليسار وكان زعيما عماليا مرموقا فى كل مراحل حياته فقد خرج من صفوف العمال وبقى على عهده معهم رغم كل الفرص التى أتيحت له ليكون فى مواقع أخرى أكثر ثراء وبريقا .. وحين اشتد خلافه مع الإخوان اعتدوا عليه وعلى زوجته ولكنه بقى لهم بالمرصاد حتى رحلوا.. ومع رحيل الحريرى تسقط شجرة عتيقة من حديقة اليسار المصرى ينضم إلى كتيبة من رموز اليسار فؤاد مرسى وإبراهيم سعدالدين وإسماعيل صبرى عبدالله وخالد محى الدين هذه الكوكبة التى بقيت على عهدها رغم تغير الظروف والأحوال عبر عصور مختلفة، رحم الله الحريرى المقاتل الشرس والصوت الذى لم يترك مكانه فى صفوف الفقراء والمهمشين من أبناء هذا الوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورحل الحريرى ورحل الحريرى



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon