توقيت القاهرة المحلي 08:41:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورحل الحريرى

  مصر اليوم -

ورحل الحريرى

فاروق جويدة

مات أبوالعز الحريرى على مواقفه التى لم يتغير فيها شيء.. اختار دائما أن يكون فى صفوف الفقراء وبقى على عهده..واختار دائما أن يتصدى للفساد ولم يتغير فى موقفه.. وكان مدافعا شرسا عن القطاع العام وأصول الدولة المصرية التى نهبتها عصابة الأشرار ولم يتنازل عن مواقفه.
منذ أسابيع قليلة اتصل بى قبل أن تسوء حالته الصحية وقال أنا خائف جدا من مجلس الشعب القادم وأخشى أن تسطو عليه عصابات الفساد والإفساد .. كان أبوالعز الحريرى نموذجا فريدا فى صفوف اليسار المصرى وخاض معارك كثيرة حين كان نائبا فى مجلس الشعب وكثيرا ما تصدى للحزب الوطنى وقياداته فى عصرها الذهبى..وفى ثورة 25 يناير عاش تجربة الثورة بكل مراحلها وبعد أن سقطت البلاد فى يد الإخوان تصدى لهم بعنف من خلال وسائل الإعلام ثم شارك بقوة فى ثورة الشعب يوم 30 يونيه مطالبا بإسقاط دولة الإخوان..

عاش حياته بين أهله فى الإسكندرية ولم يتغير فى أسلوب حياته ومكتبته ومصادر رزقه وجيرانه وكان دائما يختار صفوف الفقراء ليكون معهم .. خاض أبوالعز الحريرى تجارب كثيرة ابتداء بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية وانتهاء بإنشاء حزب سياسى مرورا على مجلس الشعب ولم يتغير فى الفكر والمواقف ظل حريصا على انتماءاته الأيدلوجية كرمز من رموز اليسار وكان زعيما عماليا مرموقا فى كل مراحل حياته فقد خرج من صفوف العمال وبقى على عهده معهم رغم كل الفرص التى أتيحت له ليكون فى مواقع أخرى أكثر ثراء وبريقا .. وحين اشتد خلافه مع الإخوان اعتدوا عليه وعلى زوجته ولكنه بقى لهم بالمرصاد حتى رحلوا.. ومع رحيل الحريرى تسقط شجرة عتيقة من حديقة اليسار المصرى ينضم إلى كتيبة من رموز اليسار فؤاد مرسى وإبراهيم سعدالدين وإسماعيل صبرى عبدالله وخالد محى الدين هذه الكوكبة التى بقيت على عهدها رغم تغير الظروف والأحوال عبر عصور مختلفة، رحم الله الحريرى المقاتل الشرس والصوت الذى لم يترك مكانه فى صفوف الفقراء والمهمشين من أبناء هذا الوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورحل الحريرى ورحل الحريرى



GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 07:51 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon