توقيت القاهرة المحلي 06:19:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وكانت لدينا وزارة للزراعة

  مصر اليوم -

وكانت لدينا وزارة للزراعة

فاروق جويدة

في زمان مضى من الأيام الخوالى كنت تدخل بيت الفلاح المصرى البسيط فتجد فيه كل انواع الطعام..تجد كل منتجات الألبان والدواجن واللحوم وتجد

احتياجات الأسرة من الدقيق والأرز التى تكفيك عاما كاملا..وتجد طعام الماشية من الذرة والفول والشعير وفى موسم جنى القطن وهو عرس الفلاح المصرى كنت تجد أكياس القطن أمام البيوت والفرحة تملأ القلوب..كان القطن هو حلم كل بيت في الريف..منه يسدد الفلاح ديونه..ويشترى احتياجاته واحتياجات الأسرة من الملابس طوال العام ومن القطن يقام عرس الأبناء وتذهب الابنة إلى عريسها..وأمام كل بيت كنت تجد نخلة عريقة تعطى البلح وشجرة جوافة أو شجرة جميز أو توت فيها فاكهة العام كله وقد تجد على شاطئ الترعة شجرة موز عجوز مازالت تمنح ثمارها بسخاء..وكان الفلاح المصرى يعشق الأرض ويشم عطرها قبل ان ينام وحين تتدفق مياه النيل في الحقول كأنها أكسير الحياة..كان الفلاح المصرى يسمع أم كلثوم ويشدو مع عبد الوهاب وهو يغنى "محلاها عيشة الفلاح" وكان الراديو الترانزستور الصغير يحمل الأخبار من كل بلاد الدنيا..وكان شيخ القرية هو المأمور والمحافظ وقسم الشرطة وكان إمام المسجد هو الواعظ والخطيب والمأذون والكلمة الصالحة..وكان محصل الضرائب هو صوت الحكومة وضمير الشعب..وكانت العائلات تقتسم الطعام والخبز والفرحة..ومنذ حلت على الفلاح المصرى لعنة الكانتلوب اختفى كوز العسل والشمام والبطيخ الشليان والجوافة والبلح الزغلول والرطب..وحين ذهب الفلاح لشراء العيش من البندر لم يعد يعرف الفطير والسمن البلدى واكتفى بزيوت السيارات التى تحولت إلى زيوت طعام واستبدل الفلاح إنتاجه من الدواجن والأرانب والطيور بفراخ الجمعية المسرطنة وبعد ان كان يشرب ألبانا نظيفة عاش على ألبان ملوثة حملت له فيروس سى وأمراض الغسيل الكلوى وتشرد بين المستشفيات يحمل أمراض الدنيا..وكانت لدى الفلاح ادارة للزراعة وأخرى للرى هذه لحماية الأرض والأخرى لحماية مياه النيل ولهذا كان الفلاح المصرى منتجا وكان الإنتاج الزراعى من القطن والقمح والأرز من علامات الزراعة المصرية..منذ اختفت كل هذه الأشياء مازال الفلاح المصرى يبكى على وزارة كانت تسمى وزارة الزراعة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وكانت لدينا وزارة للزراعة وكانت لدينا وزارة للزراعة



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon