بقلم فاروق جويدة
اهتزت أركان العالم أمام فضيحة بنما وأموال الشعوب الهاربة ولا شك ان هذه الضجة من الثمار الطيبة لعصر التكنولوجيا لأن فلاشة صغيرة تم تهريبها من إحدى المؤسسات القانونية فى بنما وهى تحمل أكثر من 11 مليون وثيقة.. وهذه الوثائق فى زمان مضى كانت تحتاج إلى مئات اللوريات التى تحملها ولكن موظفا جريئا حمل الفلاشة وفجرها فى وجه العالم كله..وقد اختلفت ردود الأفعال حول ما تناقلته أجهزة الإعلام فى العالم حول هذه الفضيحة التى حملت مئات الأسماء ما بين مسئولين كبار وأصحاب سلطة وقرار..ان ما نشر الآن تراث قديم من نهب ثروات الشعوب وهناك ملفات كثيرة فى بنوك الغرب حول ثروات كبار المسئولين وقد تخصصت دول فى مثل هذه الجرائم وكلنا كان يعلم الكثير من إسرار هذه الأخطاء فى عصور مختلفة.. لقد نهب الغرب ثروات الشعوب تحت مسميات كثيرة بدأت بالأموال وانتهت بسرقة العقول المضيئة فى هذه الدول كان الحكام ينهبون الثروات مهما زاد حجمها وتركوا شعوبهم للجوع والفقر والحرمان..ولا اعتقد ان شيئا سوف يحدث بعد هذه الفضيحة وحتى هذه الشركات المشبوهة كانت معروفة للمسئولين منذ وقت بعيد بالأسماء والأموال والأشخاص وقد سمعت هذا الكلام من أحد المسئولين الكبار كيف انتقلت آلاف الملايين من الدولارات بعد ثورة يناير من مصر وذهبت إلى أكثر من مكان حتى تتوه ملامح الجرائم لتصل بنما ويومها قال لى هذا المسئول ان الأموال انتقلت بالطائرات ومن خلال تحويلات بنكية واستقرت فى قبرص ثم طارت إلى انجلترا وبعد ذلك لم نعرف خط سيرها..لقد هربت الأموال وضاعت موارد الشعب ولا اعتقد ان الدولة المصرية قادرة على ان تفعل اى شىء فى هذه الكارثة فقد طارت العصافير ولا احد يعلم اين استقر بها المقام..ان الأهم من كشف هذه الجرائم الا تحدث مرة أخرى فى دول أخرى ومجتمعات أخرى، هناك من يحاسب أو يعاقب ولكن عندنا لن يكون هناك حساب رغم إننا نعرف الجناه، بالصوت والصورة والعنوان وعلى رأى كاتبنا الراحل إحسان عبد القدوس فى الفيلم الشهير يا عزيزى كلنا لصوص.