توقيت القاهرة المحلي 09:35:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرائق النخيل

  مصر اليوم -

حرائق النخيل

بقلم - فاروق جويدة

أصابتنى حالة من الحزن الشديد وأنا أشاهد الحرائق التى دمرت عشرات الآلاف من اشجار النخيل فى الوادى الجديد.. أعداد مهولة من أشجار النخيل آكلتها النيران فى مذبحة تاريخية لا تقل عن مذبحة المماليك فى القلعة.. وقد سألت نفسى ولماذا أشجار النخيل هى التى تتعرض لهذه الحرائق.. هناك أسباب كثيرة لذلك.. أن الوادى الجديد قد شهد فى الفترة الأخيرة انتفاضة رائعة فى إنتاج محصول البلح من أنواع مختلفة.. وهناك مزارع ضخمة وشركات عربية وأجنبية تقوم الآن بتصدير البلح إلى الأسواق الخارجية وأصبح بلح الوادى الجديد يتمتع بسمعة دولية فى العالم وربما لأول مرة تصبح مصر دولة مصدرة للبلح.. السبب الثانى أن المجتمعات حين تسقط فيها منظومة القيم تغتال أشجار النخيل وتهتم بالحشائش وفى هذه الحالة لن يكون غريبا أن تقطع أعناق النخيل وترتفع الحشائش وهنا يمكن أن تكون الحرائق عقابا لكل نخلة ترفع رأسها.. إن للنخيل صفات خاصة تجعله مميزا فى كل شيء أنه يرتفع دائما فى السماء ولا يقبل أن يحنى رأسه حتى أمام العواصف والرياح وهو دائما لا يبخل على أحد بأعذب الثمار فيه..إن ثماره تتساقط للعابرين والمحتاجين وكل إنسان يجد تحت اقدامه ثماراً ترضيه..والنخيل يُعلم الناس الصبر أنه لا يعرف العطش ولا أحد يعرف من أين يأتيه الماء هل من الصحراء الفقيرة التى ينبت عليها أم من الامطار القليلة التى قد تزوره أياما كل عام أم هو الندى الذى يصافحه كل صباح..لا أعرف كم عدد النخيل الذى احترق فى الوادى الجديد وهل هو قدر أم مؤامرة أم غضب هل تسلقت الحشائش وأفقدت النخيل شيئا من شموخها فاحتجت وقررت الرحيل هل جاءت فى غير زمانها وزرعت فى غير أرضها ولم تجد ما تستحق من الرعاية والاهتمام..إن احتراق النخيل فى الوادى الجديد ليس أمرا عاديا ولا ينبغى أن يمر علينا مرور الكرام..احتجاج النخيل له أسباب كثيرة فلم يكن مجرد اسراب امتدت على الأفق البعيد وأحرقتها لحظات جنون أو غضب أو تآمر.. أم أن النخيل لم يكن مرغوبا فيه على شواطئ نيلنا الخالد وحين غير المكان.. احترق..

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرائق النخيل حرائق النخيل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon