توقيت القاهرة المحلي 06:11:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرائق النخيل

  مصر اليوم -

حرائق النخيل

بقلم - فاروق جويدة

أصابتنى حالة من الحزن الشديد وأنا أشاهد الحرائق التى دمرت عشرات الآلاف من اشجار النخيل فى الوادى الجديد.. أعداد مهولة من أشجار النخيل آكلتها النيران فى مذبحة تاريخية لا تقل عن مذبحة المماليك فى القلعة.. وقد سألت نفسى ولماذا أشجار النخيل هى التى تتعرض لهذه الحرائق.. هناك أسباب كثيرة لذلك.. أن الوادى الجديد قد شهد فى الفترة الأخيرة انتفاضة رائعة فى إنتاج محصول البلح من أنواع مختلفة.. وهناك مزارع ضخمة وشركات عربية وأجنبية تقوم الآن بتصدير البلح إلى الأسواق الخارجية وأصبح بلح الوادى الجديد يتمتع بسمعة دولية فى العالم وربما لأول مرة تصبح مصر دولة مصدرة للبلح.. السبب الثانى أن المجتمعات حين تسقط فيها منظومة القيم تغتال أشجار النخيل وتهتم بالحشائش وفى هذه الحالة لن يكون غريبا أن تقطع أعناق النخيل وترتفع الحشائش وهنا يمكن أن تكون الحرائق عقابا لكل نخلة ترفع رأسها.. إن للنخيل صفات خاصة تجعله مميزا فى كل شيء أنه يرتفع دائما فى السماء ولا يقبل أن يحنى رأسه حتى أمام العواصف والرياح وهو دائما لا يبخل على أحد بأعذب الثمار فيه..إن ثماره تتساقط للعابرين والمحتاجين وكل إنسان يجد تحت اقدامه ثماراً ترضيه..والنخيل يُعلم الناس الصبر أنه لا يعرف العطش ولا أحد يعرف من أين يأتيه الماء هل من الصحراء الفقيرة التى ينبت عليها أم من الامطار القليلة التى قد تزوره أياما كل عام أم هو الندى الذى يصافحه كل صباح..لا أعرف كم عدد النخيل الذى احترق فى الوادى الجديد وهل هو قدر أم مؤامرة أم غضب هل تسلقت الحشائش وأفقدت النخيل شيئا من شموخها فاحتجت وقررت الرحيل هل جاءت فى غير زمانها وزرعت فى غير أرضها ولم تجد ما تستحق من الرعاية والاهتمام..إن احتراق النخيل فى الوادى الجديد ليس أمرا عاديا ولا ينبغى أن يمر علينا مرور الكرام..احتجاج النخيل له أسباب كثيرة فلم يكن مجرد اسراب امتدت على الأفق البعيد وأحرقتها لحظات جنون أو غضب أو تآمر.. أم أن النخيل لم يكن مرغوبا فيه على شواطئ نيلنا الخالد وحين غير المكان.. احترق..

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرائق النخيل حرائق النخيل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon