بقلم : فاروق جويدة
فى أكثر من مناسبة مع أكثر من وزير حضرت مناقشات مطولة حول تطوير التعليم فى مصر، وشهدت هذه المناقشات أفكارا كثيرة ابتداء بإلغاء مواد مثل التاريخ والدين وتشويه مناهج اللغة العربية شعرا ونثرا، وللأسف الشديد أن كل هذه التجارب فشلت وازداد التلاميذ جهلا وازداد التعليم تخلفا..والحقيقة أنا لم افهم شيئا فى مشروع تطوير التعليم الذى يقوم به د.طارق شوقى وزير التربية والتعليم دون أن يستعين بأحد أو يستشير جهة من الجهات، إلا أن اغرب ما سمعت فى حوار الوزير مع الصديقة الإعلامية لميس الحديدى حين قال أن النظام الجديد ليس فيه نجاح أو رسوب ولا يوجد الأول ولا الأخير، وفى تصور السيد الوزير أن الحل فى استخدام التكنولوجيا الحديثة وإذا كان ذلك ممكنا فى مدارس القاهرة فما هو مستقبل كفر البطيخ وتلاميذ الواحات والمدارس فى الريف المصرى..وما هو مستقبل الملايين الذين يذهبون إلى مدارسهم كل يوم يقطعون عشرات الأميال على أقدامهم وكيف لا يكون منهم الطالب المتفوق الناجح؟! وهل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون وهل قررنا أن نعطى التفوق والنبوغ إجازة؟! وكيف لا يكون هناك نجاح ورسوبا هل يستوى طالب ذكى مجتهد مع آخر لم يقرأ كلمة؟! لم افهم أيضا نظرية الكوكتيل فى المناهج بحيث يجمع المنهج اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والمواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء وكيف يجمع المدرس كل هذه المناهج فى منهج واحد..إن مشروع وزير التربية والتعليم شىء هولامى غامض غير محدد التفاصيل انه وجه بلا ملامح، والأزمة الحقيقية أن الوزير يريد تنفيذ مشروعه خلال شهور قليلة ولا أرى ضرورة للاستعجال..إن الوزير لم يكشف لنا عن الخبراء الذين اعدوا المشروع ومن هم ومن أين جاءوا..لا اعتقد أننا فى حاجة إلى تجارب سابقة فشلت وتحول التلاميذ فيها إلى فئران تجارب وكانت النتيجة هذه الملايين التى تخرجت وهى لا تجيد شيئا على الإطلاق وتحتاج إلى إعادة تأهيل فى ثقافتها ولغتها..يا سيادة الوزير تمهل قليلا فى مشروعك الذى لا يفرق بين النجاح والرسوب، وبين مدارس القاهرة وكفر البطيخ وأقاليم مصر النائية التى تجمع 60 طالبا فى الفصل الواحد..
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع