بقلم - فاروق جويدة
حول ما كتبت عن ظاهرة الفساد وانتشار الرشاوى وصلتنى هذه الرسالة من شريف الجندى مدير قطاع الجودة بالهيئة العربية للتصنيع سابقا: أولا تتسأل سيادتكم عن سبب ميل الكثير إلى تلقى الرشاوى بجميع أنواعها.
ــ حتى تسعينيات القرن الماضى كان معظم الشباب المتعلم يذهب إلى العراق بدون أى تعقيدات إجرائية ويعمل بها فى جميع المراكز والوظائف ويحل جميع مشاكله المادية فى عدة سنوات.
ــ عندما بدأ اقتصاد العراق فى الانهيار وجد الناس أنفسهم أمام متطلبات الحياة وظهر اتجاه آخر وهو سفر بعض الشباب إلى أوروبا بعدة سبل حتى يكون نفسه وفى الأغلب لم يعودوا واستحملوا الحياة هناك بسبب العائد المادى المناسب لأعمالهم.
ــ أنا وغيرى الكثير ممن خدموا بالحكومة فوجئنا عند الإحالة للمعاش أننا نتقاضى 990 جنيها معاشا شهريا، وهنا ظهر التدهور الشديد فى جميع مناحى الحياة.
ــ عندما يرى الموظفين الأصغر سنا قياداتهم ورؤساءهم السابقين الذين كانوا ملء السمع والبصر،فى هذه الصورة المذرية، بدأ كل منهم يتحسب لهذا اليوم الآتى لا ريب فيه ويقومون بتحصين أنفسهم بأى مبالغ أو مكاسب تعينهم على مجابهة المستقبل المظلم مهما تكن وسيلة الحصول على هذه المكاسب.
ــ من كان لديه ارث من هؤلاء تمكن من أن يصلب عوده أمام المغريات المفسدة،أما من ليس له إرث يتكئ عليه فقد انجر إلى طريق الفساد وبئس المصير.
ـــ مما زاد الطين بله،انه فى العامين الأخيرين تم سقوط قيمة العملة إلى الثلث مع تعويض أصحاب الدخول الثابتة والمعاشات بقيمة 15% فقط مما يعنى انخفاض القيمة السلعية للدخل بنسبة 75%.
ــ تتسابق الحكومة مع التجار فى رفع تكلفة الإنتاج من خلال رفع أسعار الوقود والكهرباء والمياه (بمسميات مختلفة) مما رفع الأعباء.
ــ كثرة أو ارتفاع الغرامات والعقوبات تؤدى إلى فساد أكثر، وإلا بماذا تفسر أن غرامة كسر إشارة حمراء بالشارع تساوى 505 جنيهات فى دولة المعاش بها 1000 جنيه
ــ هناك فئة لم تتأثر بكل هذه المعاناة وهى فئة التجار وأصحاب الكافيهات وأصحاب المدارس الخاصة وأعضاء مجلس الأمة وأصحاب التوكيلات والإعلاميين ولاعبى كرة القدم.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع