بقلم : فاروق جويدة
اقترب موعد الانتخابات الأمريكية وكل شيء فى أمريكا ليس كما كان، شعب غاضب وشباب ساخط ومؤسسات متورطة فى حرب على بعد آلاف الأميال، وجيش موزع فى قارات العالم.. ولا شىء من ذلك كله يدرك حدود المواجهات والمعارك.. منذ زمن بعيد لم تشهد أمريكا هذا الكم من الأزمات، فقد ورطت إسرائيل كل المؤسسات الأمريكية أموالًا وسلاحًا وحروبًا، ولاتستطيع أمريكا الآن أن تنسحب لأن جنودها يحاربون فى لبنان وغزة وسوريا واليمن والعراق.. وهناك قوى دولية فى حالة استعداد وترقب فى روسيا والصين وإيران، وقد تشتعل المواجهة فى أى وقت فى إيران أو شرق آسيا أو حدود أوكرانيا.. لا أحد يستطيع أن يتنبأ بنتائج الانتخابات الأمريكية، لأن نجاح ترامب يمكن أن يزيد الموقف اشتعالًا، خاصة إذا استمر فى دعم إسرائيل واتسعت دائرة المعارك ودخلت فيها أطراف أخرى.. وحتى الآن فإن الشارع الأمريكى لم يهدأ، وربما يزداد غضبًا.. ويبقى السؤال: أمريكا إلى أين؟
إن القرار الأمريكى لم يعد يدار فى واشنطن، ولكنه يصدر من تل أبيب، وهذه كارثة أكبر.. لأن إسرائيل يديرها حاكم مجنون دخل فى مغامرة لن يخرج منها. وقد يدفع أمريكا بل العالم إلى نهاية مفزعة تنهى كل شىء.
إن الشعب الأمريكى فى انتظار نتائج الانتخابات يوم 5 نوفمبر القادم، لكى يبدأ صفحة جديدة مع ضيف جديد فى البيت الأبيض، قد يدفع بالسفينة إلى عالم مجهول أكثر وحشية ودمارًا، أمام إسرائيل التى لاتعترف بحق أطفال غزة فى وطن وحياة كريمة.