بقلم : فاروق جويدة
قد تنتظر منصبا وقد تطارد مالا وقد تشتاق إلى مسافر ولكن أصعب الأشياء أن تنتظر حبيبا لن يجئ وفى مناسبات كثيرة ننتظر هذا الحبيب الذى شغلته عنا الأيام والأحلام وتمضى المناسبة ولا يدق بابك احد.. يأتى عيد وربما تنتظر بطاقة صغيرة تحمل شيئا من المشاعر ويمضى اليوم والأسبوع والشهر والعام ولا شىء يجىء..إن الإنسان ينتظر أشياء كثيرة فى حياته وهو لايتمسك بها دائما، إنها تختلف فى الدرجات..انتظار منصب يعنى الكثير لشخص ما وقد لا يعنى شيئا لشخص آخر لأن لديه قناعات أخرى..والمنصب من الأشياء التى ينبغى أن نسعى إليها ونعد لها أنفسنا ونضعها فى قائمة أحلامنا..ولكن هناك من لا يعنيه المنصب فى شئ ولا شك أن المنصب يعنى البريق والشهرة والأهمية ولكنه عند شخص آخر يعنى المسئولية وهل الشخص مهيأ لتحمل هذه المسئولية أم أن القضية كلها لقب وسيارة وحراسة وسلطة؟..اعرف أشخاصا وصلوا إلى أعلى المناصب وكانوا صغارا لم يكبر احد منهم كانت متعته أن يستعرض نفوذه على مرءوسيه وحين مضى القوا خلفه كل الأشياء السيئة التى عاملهم بها..وفى أحيان كثيرة تصل العلاقة بين الإنسان والمنصب إلى درجة العشق فلا يرى شيئا غير الكرسى والقرار وتكدير خلق الله ومن أسوأ الظواهر أن تعطى للإنسان منصبا غير جدير به، إنه يتحول إلى شبح مخيف ويمارس ضعفه وقلة حيلته بين العاملين معه..وهناك سر فى المناصب إنها أحيانا تأخذ من الإنسان أجمل ما كان فيه وتترك له البقايا.. فى مناسبات كثيرة تمنيت كلمة ولو على البعد من قلب شاركنى يوما رحلة الوفاء وكثيرا ما تمنيت أن تجمعنا صدفة طارئة فى أى مكان وفى بعض الأحيان يمكن أن يزورك عطر امرأة أحببتها يوما ورحلت وبقى العطر..أشياء غريبة فى حياتنا نشعر معها بفيضان من المشاعر بينما هناك أشياء ووجوه أخرى لا تحرك فينا ساكنا..إنها الفرق بين نسمة رقيقة عبرت فى ليلة صيف وعاصفة ترابية شديدة القسوة تركت بعدها رياحا غاضبة.. يبقى الانتظار منطقة من مناطق الحلم بين الناس، هناك من ينتظر منصبا..ومن ينتظر مسافرا.. ومن ينتظر حبيبا لن يجىء وأصعب الأشياء أن تعرف انه لن يجىء.
نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع