فاروق جويدة
هناك قضايا كثيرة تطرح نفسها بقوة أمام القمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس عمر البشير..هناك ما يتعلق بمستقبل العلاقات المصرية السودانية وهى علاقات مصيرية بين الشعبين
وهناك ما تتعرض له المنطقة من مؤامرات التقسيم والاحتلال والدمار وهناك الظروف الاقتصادية في البلدين وكلاهما يعانى أزمات كثيرة.. ما بين مصر والسودان تاريخ اكبر من كل الكلمات وكنت ومازلت أعتقد أن السودان لابد أن يكون في مقدمة العلاقات بين مصر والعالم وإننا فرطنا كثيرا في هذه العلاقات التاريخية أمام مشكلات طارئة أساءت للعلاقات بين البلدين في فترات مختلفة.. ان التعاون الاقتصادى بين البلدين يمكن ان يفتح كل الأبواب أمام مصالح مشتركة.. هناك أسباب كثيرة تجعل التعاون بين مصر والسودان ضرورة كانت مشكلة سد النهضة واحدة من اخطر القضايا التى تم فيها التنسيق بين البلدين في هذه المرحلة الحرجة ولا شك ان موقف السودان كان من اهم أسباب مواجهة هذه الأزمة مع اثيوبيا وقد حسم الكثير من المواقف الخلافية.. وفى المعارك الدائرة في جنوب السودان امام حرب اهلية جاءت فى ظروف صعبة تركت آثاراً بالغة على الشعب السودانى.. ومازالت قضية الإرهاب وتسلسل الإرهابيين عبر الحدود من ليبيا إلى مصر والسودان وهى واحدة من اخطر القضايا التى ينبغى ان تجتمع عليها إرادة الشعبين.. ان ملف العلاقات المصرية السودانية فيه أخطاء كثيرة عبر سنوات طويلة وحكومات لم تدرك أهمية هذا النسيج الانسانى والتاريخى والثقافى بين البلدين وإذا كانت هذه العلاقات لم توضع في سياقها كما ينبغى فقد جاء الوقت امام الظروف الصعبة في البلدين ان تأخذ مكانها ومكانتها.. ان كل خطوة نحو التعاون الخلاق تضيف إلى الشعبين رصيدا من الأمل ومستقبلا أفضل وحياة أكثر كرامة.. ومن هنا تأتى أهمية هذه القمة بين الرئيسين في ظروف تاريخية صعبة تمر بها المنطقة العربية كلها انه الطوفان الذى يجتاح الجميع وفى هذه الظروف يصبح موقف مصر والسودان طوق نجاة ليس لهما فقط ولكن لكل الشعوب العربية التى تعيش محنة الموت والقتل والدمار امام قوى دولية غاشمة.