بقلم - فاروق جويدة
تولى المهندس شريف إسماعيل رئاسة الحكومة فى ظروف تاريخية صعبة ما بين قضايا الإرهاب والإصلاح الاقتصادى والعبور بالاقتصاد المصرى إلى مناطق أكثر أمنا واستقراراً واستطاع الرجل أن يخوض معركة صعبة فى قرارات اقتصادية صادمة ابتداء بسعر الدولار وانتهاء بتخفيض الدعم .. ولاشك أن هدوء شريف إسماعيل وشخصيته وقدرته على التفاهم والحوار كانت سببا من الأسباب التى جعلت الرأى العام يتقبل هذه القرارات رغم قسوتها .. واجه شريف إسماعيل كل العواصف ثم كانت العاصفة الأكبر هى مرضه وسفره إلى ألمانيا للعلاج وقد عانى كثيرا فى محنة المرض ورغم ذلك وقف صامدا متحديا كل الظروف والصعوبات وعاد من ألمانيا ليستكمل مشواره فى خدمة وطنه.. هناك ايجابيات كثيرة سوف تحسب للمهندس شريف إسماعيل وأهمها فى تقديرى انه تحمل تجربة الإصلاح الاقتصادى وهى من اخطر الأزمات التى واجهها المصريون وقد تحملت حكومته أعباء هذه القرارات الصادمة.. ورغم ظروفه الصحية الصعبة كان مصرا على نجاح تجربة الإصلاح الاقتصادى رغم الأعباء التى تحملها المواطن .. هناك وزراء لم يكونوا على مستوى المسئولية فى حكومة شريف إسماعيل وهناك أيضا فريق عمل كان على مستوى رائع فى الصدق والأداء ولاشك أن الشعب المصرى بوعيه كان يدرك الأداء الصحيح والأداء الخاطئ .. ولن ينسى المصريون للمهندس شريف إسماعيل دوره فى قطاع البترول فقد كان وزيرا للبترول وما حدث فى هذا القطاع من انجازات لا شك أن جهد شريف إسماعيل فيها لا ينكره احد .. لقد أدى رئيس الحكومة دوره فى خدمة وطنه بكل الإخلاص والتفانى وتحمل هذا العبء الكبير فى المسئولية رغم مرضه وظروفه الصحية وهو الآن ينسحب من الساحة قانعا راضيا فقد أنجز الكثير وترك صورة لمسئول جاء فى ظروف صعبة من تاريخ الوطن واستطاع أن يقدم كل ما لديه من الخبرة والجهد والعمل..
تحية للمهندس شريف إسماعيل وهو يترك منصبه ويمضى بعيدا عن الأضواء ولا شك أن الرجل ترك خلفه رصيدا من الانجازات سوف يبقى صفحات مضيئة فى حياته سواء بقى فى المنصب أو غاب عنه
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع