بقلم : فاروق جويدة
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، رجل زاهد في كل شيء، وهو محب لدينه، يملك عقلًا مستنيرًا بلا تعصب، ومؤمن بلا تجاوز.. وهو يدرك قيمة المسئولية تجاه أمته، ويعتبر نفسه صوتًا من أصوات الحق والحكمة.. ويضع أهمية خاصة لقضايا المسلمين في كل دول العالم، شرقًا وغربًا..
في الفترة الأخيرة، انتقد البعض موقف الإمام الطيب من إدانة الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة، والإبادة الجماعية التي تمارسها قوى الشر ضد المقاومة.. وقد أصدر الأزهر الشريف بيانًا أدان فيه كل هذه الأحداث الدامية، وطالب المجتمع الدولي بوقف المذابح في غزة.. كما أشاد بالمقاومة في أكثر من دولة عربية.. ولم يكن بيان الأزهر أول تأييد للمقاومة فقد كان دائمًا مدافعًا عن الشعب الفلسطيني وحقه في تحرير أرضه..
إن الشيء الغريب هو الهجوم الذي تعرض له الأزهر الشريف وشيخه الجليل، رغم أن هذا الموقف هو من الثوابت في تاريخ هذه المؤسسة العريقة.. إن التجاوز في حق الأزهر أمر مرفوض ويتنافى مع كل صور الحوار.. كما أن الإساءة للإمام الأكبر عمل يتعارض مع كل القيم الدينية والأخلاقية.. يكفي أن البعض يهاجم ويدين المقاومة، وهي دفاع مشروع وموقف بطولي يقدره العالم.. إذا كان البعض لا يستطيع أن يدافع عن شعب يموت على أرضه، فليصمت، لأنه من العار أن تُدان الدماء وتسقط البطولة..
الإمام الأكبر رمز لكل المسلمين، وله مكانة خاصة يجب ألا تُمس.. والأزهر الشريف حامي حمى الإسلام، ويجب أن يبقى قلعة من قلاع الحق وصوتًا من أصوات الكرامة..