بقلم - فاروق جويدة
رحل منذ أيام قليلة عالم مصرى كبير احتفت به كل الهيئات العلمية ولم تنشر الصحف ووسائل الإعلام المصرية إلا بعد أيام خبر الرحيل..العالم المصرى هو د. عادل محمود، وهو أشهر العلماء فى مجال اللقاحات، وبفضل اكتشافاته وجهوده أنقذ حياة الملايين من الأطفال والكبار، من أمراض وفيروسات كثيرة، كان أخطرها سرطان عنق الرحم ولقاح الحصبة والحصبة الألمانية وجدرى الماء، هذا الطبيب لم يعرف عنه أحد شيئا فى مصر حتى رحل وكتب اغنى أغنياء العالم بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت، إن العالم فقد واحدا من أعظم العلماء فى مجال اللقاحات وقد نعت المؤسسات العلمية الكبرى فى أمريكا العالم المصرى الكبير.. ولد د.عادل محمود فى القاهرة وتخرج فى كلية طب القاهرة وسافر إلى انجلترا وحصل على رسالة الدكتوراه، ثم هاجر إلى أمريكا وتنقل بين جامعاتها حتى وصل إلى كليفلاند منذ عام 1973، والغريب اننا رغم السمعة الدولية التى حصل عليها العالم الكبير لم يتردد اسمه كثيرا فى مصر لا فى أجهزة الإعلام ولا المؤسسات العلمية ولا الجامعات وهذا يؤكد إهمالنا رموزا مصرية كثيرة حققت انجازات على مستوى العالم، ولم يلتفت إليها أحد، إن اقصى ما وصلت إليه اهتمامات المصريين هو د. أحمد زويل ود. مجدى يعقوب ود. فاروق الباز ود. مصطفى السيد.. من السهل جداً أن تجد أسماء أخرى تملأ الساحة من الفنانين والرياضيين، أما العلماء فلا مكان لهم بيننا وهذا يؤكد أن علاقتنا بالعلم مازالت حتى الآن تحتاج إلى اهتمام ورعاية أكبر.. إن رحيل د. عادل محمود ينبغى أن يفتح صفحة جديدة فى علاقة الدولة المصرية وأبنائها فى الخارج وهناك مئات النماذج المشرفة فى جميع التخصصات فى كل دول العالم.. إن هذه مسئولية أجهزة الدولة أولاً ومسئولية الإعلام الذى لم يعد يهتم كثيرا بالقيم الحقيقية والرموز التى تستحق أن تكون فى الصدارة..إننى أطالب بتكريم د. عادل محمود فى أكثر من محفل علمى أو بحثى أو جامعى فى مصر ولا ينبغى أن يكون مجرد صفحة فى تاريخ رموز مصر التى هاجرت ولم نعرف عنها شيئا..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع