بقلم-فاروق جويدة
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى أكبر مشروعات المياه بعد السد العالى فى أسيوط ومن هنا بدأ صعيد مصر يجد لنفسه مساحة فى اهتمامات الدولة بعد سنوات طويلة من الإهمال والتجاهل..
كان صعيد مصر من أكثر المناطق فقرا فى كل الدراسات الاقتصادية والاجتماعية ابتداء بأعلى نسب الأمية فى المحروسة وانتهاء بسوء مستوى الخدمات فى التعليم والصحة والإسكان فى خطوات سريعة تم تنفيذ عدد من المشروعات الضخمة التى تحملت الدولة فيها عشرات المليارات فى الطرق والصحة والإسكان، وكان افتتاح قناطر أسيوط أول أمس اكبر دليل على أن هناك اتجاها حقيقيا فى سياسة الدولة لتنمية الصعيد..
لقد تكلفت هذه القناطر أكثر من 6٫5مليار جنيه وتخدم أكثر من مليون ونصف مليون فدان كما أنها تربط شواطئ النيل وتوفر احتياجات عدد كبير من المحافظات من الكهرباء.. كان إهمال الصعيد قصة من القصص الغريبة حيث عاش نصف سكان مصر فى ظروف اقتصادية واجتماعية سيئة..
وبدأ برنامج تنمية الصعيد فى الإسكان والمدن الجديدة بأكثر من 75 ألف وحدة سكنية ومشروعات للصرف الصحى ومياه الشرب تزيد تكلفتها على 58 مليار جنيه بجانب 34 مليار جنيه للطرق والكبارى و2٫5 مليار جنيه لإنشاء مستشفيات وخدمات صحية جديدة وإنشاء 19 محطة تحلية مياه..
كان افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لواحدة من اكبر القناطر على نهر النيل إنجازا جديدا يضع خطة حقيقية لتنمية الصعيد..إن المليارات التى خصصتها الدولة لتنفيذ مشروعات الخدمات والتنمية سوف تفتح آفاقا جديدة لتوفير فرص العمل للشباب ومواجهة البطالة فى محافظات الصعيد وهى من اكبر النسب فى مصر..
إن فى الصعيد موارد كثيرة لم تنظر إليها الدولة ابتداء بالإنتاج الزراعي والسياحة والصناعة ولكن سوء الخدمات أدى بالضرورة إلى تأخر التنمية فى صعيد مصر..
إن سلسلة الطرق التى أقيمت فى السنوات الأخيرة ربطت محافظات الصعيد مع بعضها وامتدت من خلالها إلى شواطئ البحر الأحمر والدلتا وجنوب مصر، المهم الآن أن تقام مشروعات إنتاجية فى الصناعة والزراعة والسياحة حتى يمكن استثمار ما تم إنجازه من المشروعات والخدمات فى المياه والطرق والإسكان والمواصلات فمازال أمام صعيد مصر مشوار طويل حتى يستعيد دوره فى الاقتصاد المصرى.
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع