بقلم : فاروق جويدة
العنف فى الشارع المصرى لابد أن يخضع للدراسة والتحليل، خاصة عندما يصل الأمر إلى القتل والتمثيل بالجثث بينما الناس يتفرجون كأنهم فى السيرك أو يشاهدون فيلما من أفلام العنف.. شاب يقتل فى الشارع وحوله عشرة أشخاص يحملون السيوف والسنج والسكاكين.. الغريب فى الأمر أن هناك شيئا اختفى من حياتنا كان يسمى الشهامة.. أين هؤلاء الذين شاهدوا هذه الجريمة ووقفوا يتفرجون على جثة الشاب القتيل؟! .. لا أدرى لماذا وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من الجرائم البشعة؟!.. لا تخلو صحيفة أو موقع أو شاشة فضائية كل يوم من جريمة من هذا النوع.. والسؤال هنا اين مراكز الأبحاث وعلماء النفس؟! وما هى أسباب الظاهرة؟ هل هى أفلام العنف والمسلسلات التليفزيونية التى حاصرتنا بالدم فى السنوات الأخيرة وأصبحت أعلى أرقام التوزيع والإقبال الجماهيرى؟.. هل هى الحروب فى المنطقة التى جعلت لون الدم على الشاشات أمرا عاديا؟!.. هل هى العدالة البطيئة التى جعلت الإنسان يأخذ حقه بيديه لأن القوانين فى إجازة؟!، هل هى العلاقات الإنسانية التى تفككت وغابت فيها الرحمة والتكافل وحلت موجات الكراهية بين الناس؟!.. هل هى لعنة المخدرات التى تسربت للبيوت فى ظل غيبة كاملة لدور الأسرة فى التربية وغياب كامل للمدرسة فى التوجيه والتعليم أم هو التفكك الأسرى ما بين الطلاق والفقر وغياب العدالة الاجتماعية؟ إن جميع هذه الأسباب تقف وراء الظاهرة. منذ شهور شاهد المصريون شخصا يستغيث فى الشوارع وهو يفتح باب السيارة بينما اختطفته عصابة وانطلقت مسرعة به ليقتل فى إحدى ضواحى القاهرة.. وقبل هذا شاهدنا عدوانا صارخا على إحدى الفيلات فى التجمع الخامس وما أكثر الجرائم التى يتم التكتم عليها.. إن إهمال الظاهرة والتستر عليها يمثل تهديدا أكثر لأمن المجتمع، ولابد أن تواجه أمنيا ونفسيا واجتماعيا، لأنها جرائم جديدة علينا وهى تزداد كل يوم وأصبحت أخبارا يومية فى كل وسائل الإعلام. هل مازالت لدينا مراكز بحثية تهتم بمثل هذه القضايا والجرائم؟!، وماذا يقول العلماء الكبار مثل عالمنا الكبير د.احمد عكاشة عن أسباب الظاهرة وعلاجها إذا كان لها علاج؟
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع