توقيت القاهرة المحلي 15:39:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن شعب ينسى

  مصر اليوم -

نحن شعب ينسى

بقلم : فاروق جويدة

 حكى لى كاتبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم هذه الحكاية.. قال ذهبت أنا وطه حسين إلى سويسرا نقضى فصل الصيف بين بحيرات جنيف الساحرة هاربين من حرارة الصحراء..وكنا نتمشى كل صباح أمام فندق عتيق نسكن فيه وأحيانا نتناول القهوة على أحد المقاهى واشترى جريدة من الجرائد المصرية التى تصل إلينا بعد صدورها بأيام..وذات يوم سألنى طه حسين ألم تلاحظ يا توفيق أنه لا يوجد خبر واحد نشر عنا فى أي صحيفة قلت له لم أحاول أن أتحدث معك فى هذا الموضوع قال:إذا كان هذا يحدث ونحن أحياء بينهم فماذا سيحدث بعد أن نموت؟..يا توفيق المصريون شعب يجيد النسيان..ولن يذكرنا احد..كانت هذه نبوءة طه حسين منذ سنوات بعيدة ولم تكن مفاجأة له ألا تنشر صحيفة مصرية خبرا عن اثنين من أهم رموز مصر الثقافية والفكرية..والذى حدث منذ سنوات تحول الآن إلى ظاهرة عامة لا يوجد فى الإعلام المصرى الآن خبر أو حديث عن رمز من رموزنا باستثناء لاعبى كرة القدم والمطربين والمطربات..لقد تغيرت موازين الأشياء وتبدلت الصور أمام واقع غريب يلح على الناس بكل توافه الأخبار والأحوال والبشر، إن زواج مطربة أو طلاق فنانة أهم من الصواريخ التى انطلقت فى سماء سوريا وعدو غاشم دمر وطنا..إن مباريات كرة القدم لا تقابلها أعمال فنية أو ثقافية تؤكد دور الثقافة فى حياة الشعوب..إن العالم العربى يشهد كل يوم مهرجانا فى أى شىء وعلى شاشات الفضائيات كل يوم وليلة صاخبة وأصوات شاحبة وتبحث وسط هذا كله عن الفن الحقيقى ولا تجد غير الصمت والضجيج..إنها لعنة المال وقد أصبح يمثل كل شىء ومن أجله يفعل الإنسان أى شىء..مسابقات فى الغناء والشعر والأزجال والرقص والطبول بينما العقل العربى غارق فى متاهات الإرهاب..

وسط هذا كله هل نسينا رموزنا القديمة بل والحديثة؟ هل اختفى دور مصر الثقافى بتلك الوجوه التى صنعت النهضة والقيمة والمكانة؟..لم يخطئ طه حسين حين قال إننا شعب ينسى ولكن الأخطر إننا شعب لم يعد يدرك قيمة الأشياء ولهذا فرطنا فى دورنا الثقافى والفكرى وكان أجمل ما فينا.

 
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن شعب ينسى نحن شعب ينسى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon