توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن شعب ينسى

  مصر اليوم -

نحن شعب ينسى

بقلم : فاروق جويدة

 حكى لى كاتبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم هذه الحكاية.. قال ذهبت أنا وطه حسين إلى سويسرا نقضى فصل الصيف بين بحيرات جنيف الساحرة هاربين من حرارة الصحراء..وكنا نتمشى كل صباح أمام فندق عتيق نسكن فيه وأحيانا نتناول القهوة على أحد المقاهى واشترى جريدة من الجرائد المصرية التى تصل إلينا بعد صدورها بأيام..وذات يوم سألنى طه حسين ألم تلاحظ يا توفيق أنه لا يوجد خبر واحد نشر عنا فى أي صحيفة قلت له لم أحاول أن أتحدث معك فى هذا الموضوع قال:إذا كان هذا يحدث ونحن أحياء بينهم فماذا سيحدث بعد أن نموت؟..يا توفيق المصريون شعب يجيد النسيان..ولن يذكرنا احد..كانت هذه نبوءة طه حسين منذ سنوات بعيدة ولم تكن مفاجأة له ألا تنشر صحيفة مصرية خبرا عن اثنين من أهم رموز مصر الثقافية والفكرية..والذى حدث منذ سنوات تحول الآن إلى ظاهرة عامة لا يوجد فى الإعلام المصرى الآن خبر أو حديث عن رمز من رموزنا باستثناء لاعبى كرة القدم والمطربين والمطربات..لقد تغيرت موازين الأشياء وتبدلت الصور أمام واقع غريب يلح على الناس بكل توافه الأخبار والأحوال والبشر، إن زواج مطربة أو طلاق فنانة أهم من الصواريخ التى انطلقت فى سماء سوريا وعدو غاشم دمر وطنا..إن مباريات كرة القدم لا تقابلها أعمال فنية أو ثقافية تؤكد دور الثقافة فى حياة الشعوب..إن العالم العربى يشهد كل يوم مهرجانا فى أى شىء وعلى شاشات الفضائيات كل يوم وليلة صاخبة وأصوات شاحبة وتبحث وسط هذا كله عن الفن الحقيقى ولا تجد غير الصمت والضجيج..إنها لعنة المال وقد أصبح يمثل كل شىء ومن أجله يفعل الإنسان أى شىء..مسابقات فى الغناء والشعر والأزجال والرقص والطبول بينما العقل العربى غارق فى متاهات الإرهاب..

وسط هذا كله هل نسينا رموزنا القديمة بل والحديثة؟ هل اختفى دور مصر الثقافى بتلك الوجوه التى صنعت النهضة والقيمة والمكانة؟..لم يخطئ طه حسين حين قال إننا شعب ينسى ولكن الأخطر إننا شعب لم يعد يدرك قيمة الأشياء ولهذا فرطنا فى دورنا الثقافى والفكرى وكان أجمل ما فينا.

 
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن شعب ينسى نحن شعب ينسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon