توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشيخ الغزالى

  مصر اليوم -

الشيخ الغزالى

بقلم-فاروق جويدة

كان اللقاء الأول بينى وبين فضيلة الشيخ محمد الغزالى عالم الدعوة الشهير فى مزرعة كاتبنا الكبير إحسان عبد القدوس فى الهرم ويومها شاهدت مصر الفكر المستنير والتسامح بكل ما فيه من التواضع والجمال..الشيخ الغزالى وإحسان عبد القدوس كان صديقنا العزيز محمد عبد القدوس قد تزوج ابنة الشيخ الغزالى وكان الزواج يبدو غريبا بين مدرستين مختلفتين فى الفكر والرؤى الشيخ الغزالى الذى سماه والده تيمنا بالإمام  ابى حامد الغزالى رحمة الله عليه ليصبح من رموز الفكر الإسلامى اجتهادا وتأثيرا وبريقا..على الجانب الآخر كان كاتبنا الكبير إحسان عبد القدوس بكل ما حمله من الجرأة والشجاعة فى مواجهة قضايا المجتمع فى رواياته التى سافر فيها إلى آفاق بعيدة فى التحليل والخيال والمشاعر..كانت هذه اللوحة الغزالى وإحسان تعكس صورة الحضارة والإبداع والتدين..ورغم المعارك الضارية التى خاضها الشيخ الغزالى دفاعا عن الإسلام وعشرات الكتب التى اجتهد فيها وأبدع فإن هذا التناقض كان من سمات المجتمع المصرى الذى لم يعرف التعصب أو رفض الآخر أو الاستخفاف بعقائد الآخرين..طاف الشيخ الغزالى كل العواصم العربية وقدم فى أكثر من كتاب نماذج حضارية وعصرية فى قضايا المرأة والحوار مع الآخر ومواجهة التشدد بكل ألوانه وعلاقة الدين بالسياسة..عاش فى الجزائر بضع سنوات وكان صاحب دور كبير فى إعادة اللغة العربية إلى المجتمع الجزائرى فى لحظة حرجة من تاريخ الجزائر ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية أستاذا ومحاضرا فى جامعاتها وحين عاد إلى مصر تولى مسئولية الدعوة فى وزارة الأوقاف..وقد اشتبك كثيراً فى معارك متعددة كانت مواجهات فكرية وثقافية ودينية من بينها معاركه الشهيرة مع عدد من كبار كتابنا..وفى الفترة التى شهدت ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة ذهب الشيخ الغزالى فى رفقة الشيخ الشعراوى إلى السجون واجريا حوارات واسعة مع أعضاء التنظيمات الإرهابية فى بداية عهدها وكان لهما دور كبير فى إنقاذ أعداد كبيرة منهم من لعنة التطرف والإرهاب..وبقى الشيخ الغزالى نموذجا للتسامح والاعتدال فى فكره ومواقفه وحين ذهب لإلقاء محاضرة عن الإسلام والغرب فى المملكة العربية السعودية لقى ربه هناك ودفن فى البقيع حيث يرقد عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخ الغزالى الشيخ الغزالى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon