بقلم - فاروق جويدة
أنهار الدماء التى تتدفق الآن فى حجرات البيت المصرى تطرح تساؤلات كثيرة رجل يقتل زوجته وأبناءه فى الحى الشهير ويبقى السؤال هل هى الديون أم الأمراض العقلية أم أن هناك أسباباً أخرى..فى حى آخر يقتل الأب زوجته وابنتاه لكى يسرق 300 ألف جنيه، أم تقتل طفلها الصغير لأنه شاهدها فى أحضان عشيقها حين عاد الزوج إلى بيته بعد صلاة الجمعة ليجد حبيبا عمره 17 عاما مع زوجته..هذه الجرائم التى تتسم بالغرابة وتؤكد أن هناك تحولات اجتماعية وأخلاقية تضرب أعماق المجتمع تحتاج إلى وقفة هل هو المال الذى أصبح سيفا مصلتا على رقاب الناس..هل هى لعنة الديون التى تطارد بعض الناس سواء فى خسائر البورصة أو مستحقات البنوك أو الجرى وراء المال بكل الوسائل..هل هى المخدرات التى تنتشر الآن فى البيوت وعلى المقاهى فى كل مكان هناك تساؤلات كثيرة حول هذه النوعية من الجرائم وهى جديدة علينا كنا نتحدث فى زمان مضى عن غياب دور الأسرة فى تربية الأبناء وماذا يقال الآن إذا كانت الجرائم تجرى بيد الأب والأم حين يقتل الأب الأبناء وحين تتخلص الزوجة من الزوج..لا شك أن القضية اكبر من أن تطرح فى مقال أو سؤال أو استفسار إنها قضية مجتمع اختلت فيه مقاييس الأشياء..هل اعتاد الناس على لون الدم وهم يشاهدونه أنهاراً كل ليلة على شاشات التليفزيون فى جرائم الإرهاب وضحاياه..أم هو الخلل الذى أصاب عقول الناس فى دوامة الكيف والمخدرات بحيث أصبحت شيئا عاديا..لا خلاف بيننا على أهمية وضرورة المال فى الحياة ولكن أن يتحول إلى وسيلة دمار وقتل وجريمة فهذا خطر يهدد كل شئ..وحتى المخدرات كنا نعرف أضرارها ومخاطرها ولكن ليس بتلك الصورة التى تجعل الأب يقتل زوجته وأبناءه ليحصل على مال يشترى به المخدرات..إن الظواهر الاجتماعية والسلوكية التى وصلت بنا إلى هذه الحالة من الخلل النفسى والسلوكى تتطلب أن نبحث عن الأسباب وأيضا نبحث عن الحلول لأن الظاهرة تكبر وفى كل يوم ضحايا جدد وجرائم أخطر وليس من المنطق أن نترك البركان يتحرك كل يوم وتزداد أعداد الضحايا..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع