بقلم - فاروق جويدة
لم يتردد الرئيس الأمريكى ترامب فى أن يعلن أن أمريكا أنفقت ٥٠ مليار دولار فى حربها فى أفغانستان وأن على أمريكا أن تعود إلى شعبها ..
إن هذه الدعوة تؤكد أن أمريكا قد تورطت فى حروب استمرت سنوات فى أكثر من دولة وأكثر من مكان، لم يذكر الرئيس ترامب شيئا عن خسائر الجيش الأمريكى ودوره فى تدمير العراق وكم عدد القتلى من جنوده والآلاف من الضحايا العراقيين الأبرياء ..
ولم يذكر شيئا عن عمليات النهب التى تعرض لها البترول العراقى وآثار العراق وتراثها الحضارى الذى سرقته قوات الاحتلال ولم يذكر شيئا عن دمار سوريا وكيف استخدم الجيش الأمريكى أحدث أنواع الأسلحة فى تدمير كل شيء فى سوريا وبعد ذلك ما هو حجم صفقات السلاح التى باعتها أمريكا للعالم العربى لكى تشارك فى تدمير اثنين من أكبر الجيوش العربية وهو جيش العراق وجيش سوريا..
إن الحديث عن الدمار الذى لحق بالدول العربية فى حروب أمريكا التى لم تصل إلى شيء.. فى آخر تصريحات الرئيس ترامب حول إعادة تعمير سوريا قال إنها ليست مسئوليتنا وهناك أطراف أخرى يجب أن تقوم بهذه المهمة..
لقد استطاع الجيش الأمريكى أن يغير بالقوة كل ملامح العالم العربى عمرانيا وسياسيا وأمنيا واقتصاديا والآن من يبكى على هذه الأطلال .. ومن يعوض الشعوب العربية عن كل ألوان الدمار التى لحقت بها ومن يعيد ملايين المهاجرين الذين ابتلعتهم البحار والشوارع فى أوروبا وكيف سيعود كل هؤلاء إلى أوطانهم ..
إن الرئيس ترامب الآن يتحدث عن خسائر الجيش الأمريكى فى المعدات والبشر وكم أنفقت أمريكا فى هذه الحروب ولكنه لم يذكر شيئا عن دمار هذه الشعوب وما أصاب العراق وسوريا وأفغانستان وكيف يمكن أن تعود الحياة إلى شعوب هذه الدول..
هل يمكن أن تكون هناك تعويضات عما لحق بهذه الدول من الخراب.. هل يمكن أن تكون هناك محكمة دولية تحاكم مجرمى الحرب وتعيد لهذه الشعوب أوطانها وشعوبها وثرواتها.. فى عالم فقد الرحمة يصبح الحق غريبا ويصبح القتل والدمار مهمة مقدسة للقراصنة وتجار الموت.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع