بقلم: فاروق جويدة
اعتكفت فى بيتى ثلاثة أسابيع كاملة لم أخرج إلا أمس حين أدليت بصوتى فى الاستفتاء حول تعديل الدستور.. كنت ضيفا على الصديق عمرو أديب فى برنامجه الشهير حكاية على قناة ام بى سى وتحدثنا فى قضايا كثيرة، وخرجت فى سيارة القناة عائدا إلى بيتى وعلى الطريق الدائري كانت الساعة قد اقتربت من الثانية بعد منتصف الليل وجدت السيارة تقتحم سيارة أمامنا ثم جاء أحد اللوريات مسرعا خلفنا ووجدت نفسى بين سيارتين والأبواب دخلت فى بعضها.
لن تصدق هذا الحل للتخلص من الدهون الزائدة في غضون أيام شاهد بنفسك
حين نزلت من السيارة بعد محاولات من السائق كانت مهشمة تماما من الأمام ومن الخلف..
كان قدمى وساقى قد توقفتا تماما عن الحركة، فى اليوم التالى كنت فى مركز الصديق اللواء د.محمد رضا عوض أستاذ العظام لابدأ رحلة مع جلسات العلاج الطبيعى مازالت حتى الآن وهى عذاب ما بعده عذاب أمام ساق تيبست وجرح لا يلتئم وقدم لا تتحرك تذكرت أبياتا كتبها إبراهيم ناجى شاعر الأطلال عندما أصيب فى حادث سيارة فى لندن قال فيها..
إن حوادث المرور على الطريق الدائرى تنتهى الآن نهاية حزينة حيث يموت العشرات كل يوم على هذا الطريق الدامى، أن معظم هذه الحوادث أمام جنون السرعة والمخدرات واللوريات التى يسمح لها بالمرور ليلا، حوادث موت وليست إصابات عادية. حين نزلت من السيارة اجر ساقى وجدت أمامي أشلاء سيارة تناثرت ما بين سيارة أمامنا واحد اللوريات خلفنا ولا أدرى كانت هناك مياه كثيرة أسفل السيارة ربما كانت مياها أو بنزينا.. لقد خرجت من هذا الحادث المؤلم وكأنني عدت إلى الحياة مرة أخرى أمام صورة حزينة نشاهدها كل يوم لما يحدث على الطرق السريعة، إن مصر واحدة من أكثر الدول التى تشهد حوادث موت يومية ولا يمر يوم واحد دون أن نقرأ عن عشرات الضحايا الذين تتناثر أجسادهم على الأسفلت..مازلت اجر ساقى واذهب للدكتور رضا وأتذكر أبيات إبراهيم ناجى وعدت إلى الديار اجر ساقى..