بقلم : فاروق جويدة
احتفل صديقى د.صلاح فضل بعيد ميلاده الثمانين مع نخبة من رموز مصر فى المجلس الأعلى للثقافة.. ولا شك أن صلاح فضل المفكر والناقد والمثقف الكبير يستحق الكثير من التقدير والعرفان أمام دوره الكبير فى خدمة الثقافة العربية ودوره الرائد فى تخريج عشرات الأسماء من الباحثين والدارسين والحاصلين على الشهادات العليا من الجامعات المصرية.. لم يكن صلاح فضل فى يوم من الأيام ناقدا تحكمه الأهواء والمصالح فقد كان دائما أمينا فى أحكامه صادقا فى تقديره ولم تكن الأضواء تمثل شيئا من رحلته فى رحاب الكلمة ناقدا وكاتبا وصاحب قضية.. مارس النقد بكل ألوانه ومدارسه ما بين التقليدية والحداثة وتبنى الكثير من وجهات النظر التى دافعت عن ثوابت الثقافة العربية وقف صلاح فضل دائما مدافعا عن كل ما هو جميل وعظيم فى مسيرة هذه الثقافة.. كتب عن الشعر دراسات عديدة ما بين القديم والجديد ولم يفقد إيمانه العميق بقيمة التراث العربى ولم يتنكر لجذوره الفكرية الأصيلة فى الدفاع عن اللغة العربية مؤمنا بأنها تمثل جزءا أصيلا من الحضارة العربية العريقة.. وتحمس صلاح فضل أحيانا للشعر الحديث وساند فيه أسماء كثيرة.. وكان متابعا لما يجرى فى أسواق الرواية العربية ناقدا وقارئا ومتذوقا.. وحاول صلاح فضل أن يقترب أحيانا من السياسة على استحياء وان عاش على يقين ثابت بأن الشعوب العربية تستحق أن تعيش مناخا ديمقراطيا حقيقيا وأن تعيش مصر بصفة خاصة وبحكم تجارب قديمة تجربة ديمقراطية متكاملة ولهذا لم يتردد فى أن يكون عضوا فعالا فى حزب سياسى يحمل اسم الديمقراطية على المستوى الشخصى كنت دائما احمل لصلاح فضل تقديرا عميقا ومحبة دائمة فقد تابعنى دائما بحب وإعزاز وكنت أرى فيه ناقدا من الوزن الثقيل فى كل جوانب حياتنا الثقافية والإبداعية.. هو مثقف من رموز الزمن الجميل قيمة وفكرا وترفعا ولهذا كان له الكثير والكثير جدا من التلاميذ الذين درسوا على يديه النقد الحقيقى والثقافة الجادة كل سنة وانت طيب يا دكتور صلاح.
نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع