بقلم - فاروق جويدة
مثل كل الأشياء الحب يموت ولهذا فهو يحتاج إلى الرعاية حتى يظل متوهجا مضيئا ، ولكنه مثل كل الأشياء يصيبه المرض ويعانى الإهمال .. والجحود والهجر أخطر الأمراض التى تصيب الحب خاصة إذا كان قرار الطرفين وهو اقرب طريق للفراق ، وقد ينتهى نهاية حزينة حين يترك جراحا ، والبعد أيضا يقتل الحب لأن الغياب من أكثر الأشياء التى تصيب الإنسان بالافتقاد والوحشة.. والبعد قد يفتح أبوابا للعودة إذا كان الحب قادرا على أن يقاوم، ولكن البعد أحيانا يكون طريقا للراحة والنسيان .. والنسيان أفضل وسيلة لراحة القلوب حين يصبح الهجر ألما والبعد أحزانا .. آخر ما يقتل الحب هو الإهمال، إنه يشبه العاصفة التى لا تترك بعدها شيئا وقد يكون الإهمال فى حديث جارح أو تجاهل متعمد أو فرصة ضائعة ولكل حالة توابعها .. إن توابع الهجر هى القسوة وتوابع البعد هى النسيان وتوابع الإهمال هى التجاهل.. وإذا أصيب الحب بأحد هذه الأزمات فإنه يستسلم، ويطل شيء يسمى الكبرياء فيزداد الهجر عنادا ويزداد البعد استخفافا ويزداد الإهمال جحودا وتضيق الطرق وتبتعد المسافات وتخبو الذكريات، ويقف الحب وحيدا يتسول اللحظات وينتظر نسمة عابرة قد تعيد الطائر المسافر وتحيى المشاعر الراحلة.. وقد تبدو فى الأفق وسط هذا الصقيع نسمات دفء تعيد للقلوب نبضها وللأيام بهجتها وتشرق الشمس بعد طول غياب ويصحو القلب مرة أخرى وننسى الهجر والبعد والإهمال ويختفى شبح النسيان ونعود نحلق مرة أخرى .. إذا زارك الحب فلا تفرط فيه لأنه زائر عزيز وحين يغضب يصبح من الصعب أن يعود كما كان .. والحب مواسم وعواصف فلا تترك رياح الزمن تعصف به وحاول أن تبقى عليه لأنه إذا مضى فلن يرجع أبداً.