بقلم - فاروق جويدة
طاف بنا صديقنا العزيز الكاتب الكبير صلاح منتصر فى كتابه “شهادتى على عصر عبدالناصر” الصادر عن أخبار اليوم وهو رحلة شيقة مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كواحد من أبناء جيل أحب عبدالناصر بلا حسابات حتى كانت صدمة نكسة ٦٧ لتقلب موازين الأشياء تاريخا ومستقبلا ومازالت آثارها تمتد فى أعماق أجيال عاشتها بمرارة..يعجبنى دائماً فى صلاح منتصر وقد تزاملنا سنوات طويلة أنه صنع لنفسه أرشيفاً خاصا لا أعتقد أن كاتبا أخر نجح فى هذه المهمة باستثناء الأستاذ هيكل وكان أرشيفه أرشيف دولة وليس مجرد كاتب كبير..انتقل صلاح منتصر فى كتابه الشيق ما بين رحلة حب فى زعيم كبير إلى إنجازات لم ينكرها أحد ابتداء بتأميم قناة السويس ثم بناء السد العالى وهى التى أطلق عليها سنوات الانتصار..يعترف صلاح منتصر كاتبنا الكبير بأنه تولى مسئولية كتابة مانشتات الأهرام التى تتناول خطب عبدالناصر فى الفترة التى شهدت نكسة ٦٧.. ويتوقف عند الأخطاء الصغرى للزعيم الراحل ومنها تفتيت الأراضى الزراعية وسيادة مبدأ أهل الثقة وكيف أطاح بكل الخبرات والمواهب وقانون الإيجارات الذى أطاح بملاك العقارات وعلاقة الثورة بالفنون وفى الصفحات الأهم ينتقل الأستاذ صلاح منتصر بين شهادات ومذكرات عدد كبير من رموز ثورة يوليو وحوارييها وأعدائها أيضا بما فى ذلك المفاوضات مع أمريكا وكيف تعثرت فى مراحل مختلفة من تجربة ناصر فى الحكم..ولا ينسى أن يمر على تجربة الوحدة مع سوريا وما حدث لعبد الحكيم عامر فى دمشق..كانت أحلام ناصر فى الاشتراكية تقوم على رؤى غامضة وهنا كانت تجارب التأميم ووقف دور القطاع الخاص وكيف أثر ذلك على الاقتصاد المصرى..ويتوقف الكتاب بنا عند نكسة ٦٧ ولم يكن صلاح منتصر الوحيد الذى وصفها كنهاية لثورة يوليو الحلم والمشروع والزعامة انتهى فى ٥ يونيو ٦٧ ومعه انتهت ثورة يوليو..كتاب الصديق صلاح منتصر عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر شهادة تأتى فى الوقت المناسب فمازال الرجل يحتاج إلى لحظة إنصاف تكشف بكل الأمانة ما كان له وما كان عليه وأعتقد أن صلاح منتصر لم يقع فى فخ الحواريين ولم يسقط أيضا فى صفوف الكارهين ولعله كان منصفاً..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع